ما الذى يحدث فى كرداسة بالضبط؟.. بالطبع تذكرون المذبحة التى نفذها الإخوان وأنصارهم لضباط قسم الشرطة هناك، وكيف ذبحوهم بدم بارد، ليبعثوا برسالة واضحة إلى الدولة والحكومة والشرطة: «نحن هنا، ومن النهاردة مفيش حكومة، إحنا الحكومة، وأصحاب الأمر والنهى».
السكوت على هذه المذبحة المروعة، وابتلاع الرسالة دون رد قوى يسحق الفاعلين- وهم بالمناسبة معروفون بالاسم للأهالى وأسر ضحايا ضباط القسم- أدى إلى اكتساب الإرهابيين بالمدينة قوة وثقة، تحولوا معها إلى أمراء حرب جدد بكل معنى الكلمة، وتحولت «كرداسة» إلى مركز لتكديس الأسلحة والتطرف، وصورة أكثر خطورة من رابعة والنهضة.
كما تطورت الأمور على الأرض فى إنشاء بؤرة مواجهة مسلحة مع الشرطة والجيش تمهيدا لشن حرب عصابات، واحتجاز أهالى المدينة كرهائن، وبالفعل أقامت خلايا الإخوان حواجز أسمنتية و«دشم» حول المدينة، ولم يكتفوا بذلك، فعزلوا منطقة ناهيا ببولاق أيضا، وأغلقوا مداخلها ومخارجها بـ«الدشم»، والسواتر الرملية، فى إشارة إلى السيطرة على المدينة، والتخطيط للمواجهة العنيفة المرتقبة مع الأمن. الكارثة الأخرى تمثلت فى طرد أمراء الحرب من الإرهابيين للأسر المسيحية فى المنطقتين، فى أبشع صورة للتطهير العرقى، دون أن نسمع ردا أو نشهد تحركا من أجهزة الأمن وقيادات الداخلية والجيش الذين لا نعلم هل يدركون خطورة الوضع على الأرض، أم أنهم يعرفون ويؤجلون المواجهة.
كل ما يفعله الأهالى فى كرداسة وناهيا الآن، أنهم يرسلون استغاثات للشرطة والجيش لإنقاذهم من براثن الإرهابيين الذين يرفعون السلاح الآلى فى وضح النهار، وكل ما يمكن أن نقوله للجيش والشرطة: نرجوكم سرعة التحرك قبل أن تتحول كرداسة وناهيا إلى إمارة حقيقية للإرهابيين، ونقطة انطلاق للهجمات على المجتمع بأسره تحت غطاء غربى، نعلم جميعا أغراضه الخبيثة فى مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة