محمد الدسوقى رشدى

التجارة فى جثث الشهداء بين الدولة والإخوان

الأربعاء، 21 أغسطس 2013 09:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - هل ستغضب لو أخبرتك بأن دماء جنود مصر الـ 25 الذين قتلهم إرهابى غادر وجبان لم يجد فى نفسه شجاعة مواجهة ضحيته، وقرر أن يضربهم جميعا بطلقات من الخلف، خوفا من أن تجرحه نظرة شجاعة من شاب أعزل، فى رقبة الدكتور محمد مرسى؟

هل ستغضب لو أخبرتك بأن محمد مرسى هو المسؤول الأول عن دماء هؤلاء الجنود مثلما كان مسؤولا عن دماء جنود مذبحة رمضان الأولى على الحدود.. ومسؤولية مرسى هنا لا تتعلق أبدا باتهام جماعة الإخوان بتنفيذ هذه العملية الإرهابية أو تلك، فحاشا لله أن نتهم الناس بغير دليل مثلما فعل الدكتور مرسى وإخوانه، وقالوا إن لديهم فيديوهات تدين قضاة الدستورية ورموز المعارضة بخيانة مصر، ولم يصدقوا قولهم بنشر فيديو أو معلومة واحدة موثقة على ذلك؟

محمد مرسى يتحمل مسؤولية دماء شهداء مجزرة رفح لأنه وقع بيده مئات من قرارات العفو عن سجناء إرهابيين تقول سجلاتهم بأن العنف منهجهم، وتكفير المجتمع عقيدتهم، ولأنه أمدهم فى طغيانهم حينما كف يد الأجهزة الأمنية عنهم، ولأنه لم يضع مسارات قانونية أو أمنية واضحة تمنع هؤلاء الذين أفرجوا عنهم من الاتصال بالقاعدة أو الجماعات المتطرفة أو تكوين خلايا إرهابية متطرفة فى سيناء، ولأنه ظل طوال عام كامل يرفض تدخل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لهدم الأنفاق ومطاردة البؤر الإجرامية والمتطرفة فى أرض الفيروز، ولأنه ظهر على الفضائيات ومن فوق المنصات يفاخر الجميع بأنه القائد الحقيقى للعملية «نسر» لتطهير سيناء من الإرهاب والمتطرفين، ومر الشهر تلو الشهر، ولم نشهد للنسر أى طيران، أو فى أرض سيناء أى تطهير.

محمد مرسى هو المسؤول بشهادة البلتاجى الذى قال فى تسجيل بالصوت والصورة إن ما يحدث فى سيناء من إرهاب وفوضى سيتوقف بعد لحظات من عودة مرسى، وكأنه يؤكد أن الإرهابيين الذين أفرج عنهم مرسى وتركهم يرحلون لسيناء لم يكونوا سوى مرتزقة جاهزين للاستخدام وقت اللزوم.

2 - هل ستغضب لو أخبرتك بأن تعامل الدولة مع كارثة قتل 25 من جنودها بهذا الشكل البشع أشرف بكثير وأكثر إنسانية واحتراما لجلال الموت وحرمة الجثث من طريقة الاتجار التى تتبناها جماعة الإخوان فى التعامل مع ضحاياها، سواء كانوا مصابين أو قتلى؟

كل الصور والفيديوهات تنقل لك اتجارا إخوانيا واضحا بجثث الشهداء والمصابين، سواء عن طريقة التصوير، أو الإصرار على عرض الجثث بأشكال تتناقض تماما مع حرمة الموتى، أو كما بدا واضحا فى عدد من تسجيلات قناة الجزيرة داخل مستشفى رابعة، حينما كان يتوقف الأطباء عن إسعاف المصابين من أجل مزيد من التصوير، طمعا فى مزيد من التعاطف حتى ولو جاء ذلك على حساب حياة المصاب الذى ربما تنقذه ثانية من الرعاية والاهتمام.

الدولة المصرية وأجهزتها كان فى إمكانهم أن يفعلوا ذلك.. فرحا إعلاميا بالصوت والصورة والفيديوهات للجثث، وطريقة اغتيالهم البشعة من أجل ترويج صورة تكسب الدولة تعاطف الغرب، وتؤكد للجميع أن الحرب ضد الإرهاب، وليست ضد فصيل سياسى، ولكنهم لم يفعلوا، لم ينشروا حتى فيديو للجثث على أرض الأسفلت، أو صورا لطريقة القتل البشعة، وكل ما وصل لوسائل الإعلام صورتان، كل واحدة منهما أضعف من الأخرى، لم تكشف وجه أحد، أو تركز على دماء أحد من الشهداء، وسارعت بإنهاء إجراءات مراسم تشييع الجنازة والدفن فى ساعات محدودة.. أنا هنا أنتصر للدولة التى رفضت الاتجار بجثث شهدائها رغم حاجتها لذلك، وألعن تجار الدين والموت الذين لم يتركوا إصابة إلا استغلوها فى طلب تدخل خارجى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة