أولاً: كان الحكم فى مصر بعد ثورة 25 يناير كالطبخة الجميلة المسمومة التى انتظرتها الحركة الإسلامية طويلاً واغترت بها فأكلتها وحدها دون سواها فأصابها تسمم لم تصب بمثله منذ أكثر من خمسين عاماً. ثانياً: لقد أرجعتنا السلطة وصراعات الآخرين معنا عليها إلى المربع صفر فلم نستفد من السلطة والحكم شيئاً ولم تستفد منها الدعوة الإسلامية بل تأخرت بسبب الصراعات الكثيرة حول السلطة من وضد الحركة الإسلامية ولم تستفد الشريعة أيضاً من الحكم والسلطة، بل رجعت إلى مربع خلفى بكثير عما كانت عليه وعدنا مرة أخرى إلى السجون.. ألم أقل لكم إنها الطبخة المسمومة التى قتلت الحركة الإسلامية ووأدتها ونحن نظن أنها ستلدها وتحييها. ثالثاً: شهر شوال الذى يعقب شهر رمضان هو من الأشهر الحرم التى كان العرب فى الجاهلية يحرمون الاقتتال بينهم فيها وجاء الإسلام وأقر ذلك فى الآية «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ».. وفى هذا الشهر الحرام نسى المصريون حرمته وحرمة الدم وعصمة الأنفس فقتل فى فض اعتصام رابعة وحدها أكثر من 600 قتيل وجرح أكثر من 4 آلاف جريح على أقل التقديرات معظمهم من الإسلاميين ثم حرقت المبانى الحكومية ودمرت وحرقت أقسام الشرطة وحرقت الكنائس وحرقت الجثث وتم التمثيل ببعضها وتم قتل كثير من أبناء الشرطة فى سيناء وغيرها.. لقد كنا أدنى بكثير من أهل الجاهلية الأولى وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية ما صنع من إراقة دماء فى هذا الشهر الحرام.
رابعاً: استعادت الدولة المصرية هيبتها ولكنه تم وللأسف على حساب الإسلاميين وكنت أتمنى أن يحدث ذلك على حساب البلطجية وتجار المخدرات ولكننا كإسلاميين أعطينا الدولة أكبر الذرائع للفتك بنا وكان يمكن لنا بقليل من الذكاء والحكمة تجنب ذلك. خامساً: نظام الحكم الجديد فى مصر صدره ضيق جداً ولا ينتظر أو يتمهل حتى تتم حلول سياسية وسطية ترضى جميع الأطراف ويستخدم القوة بإفراط شديد.سادساً: دعوت منذ أكثر من شهر د.مرسى أن يستلهم خيار الحسن بن على ويقبل بالانتخابات الرئاسية المبكرة حقناً للدماء وسخر البعض منى قائلين عندما يأتى معاوية سيتنازل له.. فقلت لهم: العلة فى تنازل الحسن بن على كانت حقن الدماء وليس مجرد التنازل لفلان أو علان.. وهذه العلة باقية ما بقى الليل والنهار وهى من أهم المصالح التى أرادت الشريعة تحقيقها فى كل العصور ولو أن هذا الخيار تم لما حدث ماحدث ولما حرقت مصر كلها ولما تحول د.مرسى من رئيس إلى سجين ولأصبح شامة فوق الرؤوس وجنب مصر والإسلاميين كل هذه الدماء.
سابعاً: د.البرادعى يشتم ويطعن فيه باستمرار فعندما تحالف معه الإخوان وجمعوا له مليون توقيع فى عهد مبارك كان يشتم صباح مساء من الحكومة والحزب الوطنى وأنصارهما وبعد نجاح ثورة 25 يناير تم إقصاؤه من الجميع، وحينما شارك فى الحكم بعد مرسى شتمه الإسلاميون ليلاً ونهاراً بلا انقطاع بل وكفره البعض ورموه بالخيانة والعمالة، وحينما استقال من منصبه فى الحكم الجديد فتح الليبراليون واليساريون النيران عليه وخونوه أيضاً وكفروه سياسياً. يا مصرنا الغالية متى نحكم على الناس بعقولنا وليس بعواطفنا؟ ومتى نحكم على الناس بصرف النظر عن تحالفهم معنا أو خصومتهم لنا؟ ومتى نحكم على الناس بحسناتهم وسيئاتهم جميعاً؟ مازال أمامنا الكثير والكثير.. فالكل يريد مصلحته فقط دون سواها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة