قرأت كثيرا عن المقاومة السلبية، واطلعت على تاريخ الاضطهادات التى عانى منها الأقباط فى العصر الرومانى، وكيف استطاعوا أن يسقطوا الإمبراطورية الرومانية بالمقاومة السلبية، ولمن لا يعرف فإن مصر القبطية دفعت نصف شعبها فى اضطهادات الرومان، وحتى التقويم القبطى هو تقويم الشهداء، وهناك قصة حقيقية حدثت إبان اضطهاد دقلديانوس، حيث دخل الرومان قرية دير البرشا بملوى بالمنيا، وقتلوا كل أهلها، وعادوا منهكين، قابلهم عائلة كانت فى الحقل، حينما عرفت العائلة ما حدث للمسيحيين فى القرية، ركضوا خلف الجنود هاتفين: «نعترف بأننا مسيحيون» ولما كان الجنود غير قادرين على ممارسة العنف، أسروهم وقيدوهم فى المعسكر ومن ثم ظهرت تسمية «المعترفين»، ولكن إدراك التاريخ تجلى فى الحاضر الدامى، ووفق رصد غرفة العمليات المركزية لاتحاد شباب ماسبيرو، والتوثيق من أكثر من مصدر، تم حرق ونهب 38 كنيسة، والاعتداء الجزئى على 23 كنيسة، فى 11 محافظة، ونالت محافظة المنيا النصيب الأعظم 16 كنيسة حرقت، و7 كنائس تعرضت لاعتداء جزئى، من ضمنهما كنيسة أثرية «العذراء والأنبا إبرام» دلجا بديرمواس 75كم جنوب المنيا، والكنيسة الشهيرة بها دير أثرى تم حرقة وهدمه بالكامل وأقام به المعتدون صلاة الجمعة بعد ذلك بيومين، وتم ذلك أيضا في كنيسة الأنبا موسى الأسود بمدينة المنيا والكنيسة الإنجيلية ببدين بسمالوط بالمنيا أيضا!! كذلك تم الاعتداء على كنيسة سانت تريز الأثرية للرهبنة الفرنسسكانية بأسيوط، ونهبت محتوياتها، إضافة لذلك تم حرق 6 مدارس مسيحية، أربعة منها فى المنيا ومدرستان للفرنسسكان فى السويس وبنى سويف، كذلك تم الاعتداء على 7 منشآت ثقافية مسيحية خمسة مؤسسات بالمنيا وواحدة فى أسيوط وأخرى بالفيوم، من أبرزها سفينة الدهبية للهيئة القبطية الإنجيلية وجمعية الجزويت والفرير بالمنيا ودار الكتاب المقدس بأسيوط، كما تم حرق ونهب 58 منزلا، و85 محلا تجاريا، و16 صيدلية، و3 فنادق، و75 أتوبيس وسيارة مملوكة لكنائس أو مواطنين أقباط، كل تلك الجرائم تمت فى 72 ساعة من الأربعاء للجمعة الماضيين، كل ذلك ولم يسجل حادث واحد من الأقباط ضد المعتدين، بل حضرت صلوات للأقباط من أجل الوطن فى إحدى الكنائس التى اعتدى عليها، هكذا أحبط الأقباط مخطط الإخوان بجر البلاد إلى حرب طائفية، وجسدوا وصية المسيح بمحبة الجميع، بما فيهم «الأعداء»، وأعادوا الاعتبار للمقاومة السلبية، بل وأصدرت الكنيسة بيانا ليس للاحتجاج على ما حدث، ولكن لرفض التدخل الخارجى فى شئون الوطن!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة