سأحكى لكم عن الوجع، كما لم أعرفه من قبل، وكما لم يعرفه أحد سأقول لكم إنى تأثرت كثيرًا، بل وكثيرًا جدًا حين رأيت إخوانًا كانوا معنا فى الشوارع أمس نصد معًا رصاص مبارك، صاروا اليوم جثثا وقتلى.
سأقول لكم إنى حين كنت أراهم أترحم على الدماء التى سالت لأجل رئيس لم يشعر يومًا بأحلامهم أو بشبابهم أو بغيرهم وكنت أقرأ فاتحة شككوا أننى أحفظها لمجرد اختلافى معهم
سأقول لكم كل هذا...
ثم تأتى جمعة سوداء يرتدى فيها شقيقى وأخى وحبيبى ملابسه الشرطية بكل شرف ولا يتراجع ولو للحظة عن دوره وعمله وواجبه رغم تهديداتكم المتكررة لاحتلال ميدان رمسيس، حيث يقع قسم الأزبكية مقر خدمته.
بينما تقفون أنتم وجماعتكم وأنصاف رجالكم تصوبون النار تجاهه وتهددون قلبى بمصير أبكانى حين رأيتكم جثثًا فى المساجد وفجرة فى الشوارع تزهون بحمل السلاح وترددون "سلمية.. سلمية".
تكتبون أنتم وغيركم من السفهاء.. الداخلية بلطجية وكأنها شعار عصى على الزوال، بينما أجلس أنا بنار القلق وموت الانتظار لا أعرف هل سأفقد أخًا اليوم أم ستكتفون بإصابته وتشويهه قبل أن يضع نجمته الذهبية الثالثة أو يصل عامه الثانى والعشرين.
سأكتب لكم عن أم ككل الأمهات رأت نجلها محاصرًا بنيرانكم وحين رد على هاتفه بعد ٤ ساعات تلا الشهادة، وقال لها "متزعليش ابنك راجل"، بينما لا تكاد هى تسمعه من فرط ازيز رصاصكم.
وسأحكى لكم عن زميل إخوانى تقاسمنا معًا أيام الجامعة وحين رآنى أبكى أخى على الفيس بوك قال لى: حمد الله على سلامته ويا رب يجعل من نصيبه دعاء أهالى الشهداء والمصابين وينزله مستقرًا فى جهنم".
سأقول لكم إننى حين مزقت قلبى على ضحاياكم لم أكن أعرف أن الثمن أخى أو إرهابكم.. وأن قلبى الذى كان طريًا تعذبه صور قتلاكم قد تصخر حين عرف ما يعنيه إرهابكم وما تعنيه شرف العسكرية، التى تسبونها يوميًا وأنتم غافلون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة