سعيد الشحات

الشيخ سلطان القاسمى.. سيرة فى حب مصر

الخميس، 22 أغسطس 2013 07:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى وقت الشدة تظهر معادن الرجال، هكذا يمكن تلخيص مواقف الشيخ سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، مع مصر، والذى أعلن أمس الأول عن حزمة من المساعدات لمصر، تشمل 2 مليون دولار لتشغيل المصانع المعطلة، وتطوير 18 منطقة عشوائية فى محافظة الجيزة، وإعادة بناء الدور الذى احترق فى كلية الهندسة، جامعة القاهرة، على إيدى الإرهاب بعد فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية، والنهضة، وبناء 25 مسجدا فى قرى الشهداء الذين سقطوا على إيدى عصابات الإرهاب المجرمة فى سيناء، وهم فى طريقهم إلى تسلم شهادات نهاية تأدية خدمتهم العسكرية.
يعيدنا هذا الموقف المعهود فى نبله إلى مواقف مماثلة أخرى للشيخ سلطان القاسمى، فهو الذى تحمل تكاليف إنشاء الجمعية المصرية للدراسات التاريخية منذ عدة سنوات، وحين تعرف أن هذه الخطوة جاءت بناء على خطاب بريدى عادى تم إرساله إليه فاستجاب على الفور، تدرك أنك أمام رجل لا تتوقف تلبيته لمطالب مسؤولين، إنما تمتد إلى دوائر ثقافية وشعبية، وظهر ذلك أيضا فى الوديعة المالية وقيمتها 20 مليون جنيه، والتى خصها لاتحاد كتاب مصر لعلاج الكتّاب. وفى هذا الباب أيضا كان موقفه بعد حرق المجمع العلمى بعد ثورة 25 يناير، حيث أعلن على الفور تحمله نفقات إعادة ترميمه بأى تكاليف، كما أهدى المجمع 4000 عنوان نادر من مكتبته، تعويضا عن تلك التى احترقت.
حب الشيخ سلطان القاسمى لمصر وشعبها موصول منذ سنوات طويلة، ويعيده البعض إلى الفترة التى جاء فيها إلى القاهرة للدراسة فى كلية الزراعة، جامعة القاهرة، عام 1967، وهى الفترة التى امتدت حتى عام 1971، وفيها استنشق من هواء مصر، وتجول فى شوارعها، وتعامل مع فئات شعبها الذى بادله الحب. غير أنك حين تطالع سيرته الشخصية التى حملت عنوان «سرد الذات»، ستجد أن حب القاسمى لمصر بدأ منذ سنوات الخمسينيات من القرن الماضى، حين تشكل وعيه على المد القومى الذى قاده الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.
فى هذه السيرة ستجد ذكرا لتركه حزب البعث من أجل جمال عبدالناصر، لأنه المعبر الحقيقى عن الطموحات القومية العربية، وستجد ذكرا لأربع محاولات قام بها عام 1956 وهو فى عمر السابعة عشرة ضد القوات البريطانية فى الشارقة، ثأرا وانتقاما من العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل» ضد مصر.. كان ينفذ هذه العمليات ليلا، وبعدها وأثناء استعداده للخروج مع والده لـتأدية صلاة الفجر، سأله والده: هل أنت الذى يقوم بهذه العمليات، فردّ: «نعم»، فضمه إلى صدره مفتخرا بما يقوم به. وهكذا نعرف أن الشعور القومى، ومحبة مصر حين تقف على طريقها الصحيح، كان من جيل الآباء بقيادة العظيم الشيخ زايد، رئيس دولة الإمارات الخالد، إلى جيل الأبناء، ممثلا فى قيادات الدولة الشقيقة الحاليين.
فى سيرة «سرد الذات» تقرأ أيضا كيف قام سلطان القاسمى وهو فى مصر بالتقدم إلى مراكز التطوع والتدريب على السلاح للذهاب إلى الجبهة للقتال ضد إسرائيل بعد نكسة 5 يونيو عام 1967، وفى السيرة أيضا حكايات عن عشقه للمناطق التاريخية والأثرية فى شوارع القاهرة الفاطيمة. يقودك كل ذلك إلى أنك أمام حاكم عربى يتنفس عشقا فى حب مصر بشعبها وأرضها وتاريخها، حاكم يرى فى قوتها قوة للعرب، ولهذا لا يتأخر- كما هى عادة دولة الإمارات قيادة وشعبا- عن مصر فى وقت الشدة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة