1 - 30 شهرا من بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن، ولا شىء يحدث فعليا سوى عملية فرز واسعة نكتشف من خلالها، نحن أبناء الدائرة العمرية المحصورة بين العشرين والثلاثين سنة، أن من اجتهدوا لإقناعنا بأنه المفكر والمثقف المحترم، ليس سوى تاجر يجتهد لما يرفع مصالحه لدرجة أعلى.. ومن كنا نظنه سياسيا محنكا ليس سوى خطيب مفوه ينتهى أثر مفعوله بعد 30 دقيقة من الهتاف والكلام.. ومن كنا نراه ونحن صغار عملاقا فى الدفاع عن المبادئ والأفكار الإنسانية، وعدالة توزيع الحقوق، ليس سوى أمين مخازن يفرج عن المبادئ وفق هواه، ووفق مصالحه، أو مصالح جماعته.. ومن كنا نجلّهم ونحترمهم بوصفهم شيوخا وعلماء، جاء زمن الفرز ليثبت لنا أنهم تجار دين مهما حملوا من كتب فقه، ومجلدات دينية.
قائمة ضحايا الفرز فى جميع المجالات طويلة، وتختلف من شخص إلى آخر، ولكن زيادة عدد ضحايا مرحلة «الفرز» بعد الثورة تدفعك لأن تسأل: هو الغربال شبكته واسعة، ويسمح بنزول أعداد كبيرة من المثقفين والسياسيين والمذيعين والحقوقيين الذين فضحتهم ممارساتهم، أم أن هؤلاء الأشخاص الذين كنا نظنهم قامات فكرية ووطنية فى الزمن الماضى، همّا اللى صغيرين أوى وبينزلوا جماعات من الشبكة مع كل هزة للفرز؟!
2 - دخلت معارك كثيرة مع المذيع الشيخ خالد عبدالله، وكلما كتبت قائلا إن هذا الرجل يكذب، ويتلون، وينافق، ويعمل بالأجر لمن يدفع أكثر، حتى ولو تم ذلك على مصلحة الدين، كان يخرج هو ليقول إننى كاره للإسلام، وعدو للمشروع الإسلامى، ولا أعرف شكل المصحف، وكان أنصاره يهللون لكل هذه الشتائم التى يوجهها لصدور الناس بغير وجه حق.. اليوم تلاشى خالد عبدالله، ولم يسمع له أحد صوتا للدفاع عن مرسى أو الإخوان، أو حتى الشيوخ الذين طالهم صفوت حجازى بالسب والسخرية من فوق منصة رابعة.. فهل آن الأوان يا صديقى أن تفهم أنه لا قدسية لرجل يدعى الحديث باسم الدين؟
3 - هل تسمح لى بأن أذكرك على طريقة «وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين»، بأن كل براءات مبارك ورجاله حصل عليها فى عهد الدكتور المبجل محمد مرسى؟، وقبل أن تذكر لى كلاما عن القضاء الفاسد وتطهيره وباقى تلك القصيدة، دعنى أذكرك بأن مرسى وصل للرئاسة على جثة وعد يقول بأنه ملتزم بإعادة محاكمة رموز الفساد فى عهد مبارك، ومرت الشهور والأيام، ولم ينجح مرسى الذى كان رئيسا للسلطة التنفيذية فى توفير أى أدلة أو معلومات تساعد القضاء، أو تجبره على إعادة المحاكمة، أو القصاص للمصريين من النظام الفاسد.
4 - لو بتحب مصر لا تنسَ ولا تغفل فى كل ليلة أن ترفع يدك للسماء داعيا على عبدالله بدر، وعاطف عبدالرشيد بما يستحقانه، لأنهما كانا سببا فى أن يجعلا لسيدة مثل إلهام شاهين قيمة تدفعها للظهور على الفضائيات، والحديث باسم مصر، والحرية، والثورة.
5 - حينما نلحق بهم- وهذا حتمى بحكم الطبيعة- سنخجل من أن نرفع عيوننا فى وجه الشيخ عماد عفت، وأحمد بسيونى، والحسينى أبوضيف، وباقى الشهداء الذين وعدناهم بالقصاص، والسير على الدرب، ولم نفلح فى وضع قدمنا اليمنى على أول الطريق حتى الآن!
6 - رغبة فى القىء، وما هو أكثر «قرفا» من ذلك يطاردنى كلما رأيت واحدا من هؤلاء الذين طالما سخروا من ثورة يناير، وتقوّل عليها وهو «بيبرطم» جهلا على شاشات التليفزيون ويدعى الثورية الأن.. الثورة نفسها ربما تفكر فى الاعتزال والرحيل عن مصر تماما إذا شعرت بأن شخصا مثل هؤلاء يتحدث باسمها.
هؤلاء هم العدو فاحذرهم، ولا يسعدك هجومهم على الإخوان، لأن ما يقولونه عن الإخوان من أخبار، مثل دفن الجثث فى كرة أرضية أسفل رابعة، أو باقى الترهات التاريخية عن تاريخ الجماعة بكل بجهل، تسحب من رصيد مصداقية الإعلام، وتأثيره فى الناس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة