بداية من كثرة الشهداء وقتلى هذا الوطن، لم أعد أدرى ما رقم هذه المقالة التى تبدأ بالبقاء لله، البقاء لله فى كل شهداء الواجب الذين سقطوا فداء للواجب واليمين، حماية للوطن وأبنائه على يد الإرهاب الغاشمة المسمومة، البقاء لله فى مجندى الأمن المركزى شهداء مذبحة رفح الثانية، البقاء لله فى أى شهيد أعزل برئ مات ظلماً نتيجة فعل أهوج، أرعن غير مدروس، فالعدالة ليست على الأرض.
ولدى إليك بدل البالون ميت بالون
انفخ وطرقع فيه على كل لون
عساك تشوف بعنيك مصير الرجال
المنفوخين فى السترة والبنطلون
أبيات ساخرة من الرباعيات للراحل العظيم صلاح جاهين، تقودنى الصدفة بساعات قبل حدوث المذبحة لقراءة أبيات السترة والبنطلون ثم استرجعها حين أجد كل مجند فقير، غلبان، مغلوب على أمره قادته الأقدار وحدها ليقُتل بشكل وحشى أقل من الحيوانات الضالة ملقى على وجه، منفوخ فى السترة والبنطلون.
النفخ هنا من الجائز أن يقصده عمنا صلاح، الغرور والفشخرة، والسترة سترة البيه، لكن رأيتها استعارة لنفخ الجثة بعد وفاتها، أو نفخ من كثرة المآسى والسترة والبنطلون سترة المجند الميرى، هذا ما أتى إلى ذهنى الفقير! قبل أن أنعى الأسر التى فقدت فلذات أكبدها، أنعى كل إرهابى مختبئ فى الصخور أو يتحرك وراء قطعة قماش نسوية (إسدال - وبرقع) أنعيه لاغتياله حياً نتيجة استسلامه للهوى وغسيل المخ، أنعى كل شريد مشرد بدون هوية، ولا أهل، ولا ملة ولا دين، بدون دنيا ووبدون آخرة.. البقاء لله ف نفسك لقد تمت الهزيمة ولم تستطع أن تنتصر ف حربك على نفسك وتمت عملية الغسيل غسيل المخ، البقاء لله فى نفسك لقد فقدتها، وفقدت آخرتك، واستسلمت للهوى، من أول معركة.. إلى كل الجماعات الإرهابية.. أنتم عدم.. جثث مؤقتة.. تتهاوى بالترتيب.
أقول لكل أم شهيد مكلومة حزينة لا تحزنى فأنتى محظوظة (بالسترة والبنطلون) من النادر أن يترك ابن لأمه ذكرى هذه (السترة والبنطلون ونقاط دم).. من رابط أبدى بينه وبينك هنيئاً لكى، وكأنه يستأذنها أن يبقى بجزء منه معها طول ما بقيت.. هؤلاء أصحاب اللحى الجدد، الذين يرفعون المصاحف على أسنة السيوف والرشاشات وينادون بالشرعية، والشريعة ليقطعوا بها الأيادى، أيادى خصومهم، فى نفس الوقت الذى يقيمون فيه الصلوات ويذكرون الله بظاهر ألسنتهم، يدفعون بقطعان من الشباب الساذج المأجور المدفوع، ويأمرونه: احتل، احرق، دمر فى سبيل الله فتلك دولة الفسق والكفر، وكله باسم الله.
ما أكثر الغدر، وما أقبحكم، وما أقبح شكل الإسلام فى صوركم وفى صور رؤسائكم.. عندما يتمثل الغدر بوطن وطن أُم وطن كبير، ما أكثر من لا يريدون له الاستقرار فى الخارج وفى الداخل، نتائج عقود وعقول من التشويه، والمؤامرات والفتن ومصالح دول كبرى تتحقق بإبادة دول أخرى فتحصد العقلية الانتقامية المتشوقة للدماء أشرس وأسرع من الطاعون ،ومن فيروز الجمرة الخبيثة.
أوجه حديثى لأنصار الطرف الآخر منْ لا يحملون الأسلحة ومن لا يسيرون ف الشوارع، من يعُبرون عن تعاطفهم إلكترونيا لم تتلوث أيديهم بعد بدماء أبرياء، من يرسلوا لى رسائل على مواقع التواصل الاجتماعى يطالبون بالموضوعية، والحقيقة (وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس) والتأنى وعدم الانحياز لطرف.. المصريين وغير المصريين، من أشقاءنا فى الدول الأخرى، لا تنجرفوا إلى مشاهدة فيديو أو صورة بمجرد أنك رأيتها والمنظر مشين لا يتحمله بشر، دائماً شُك والشك سيؤدى إلى البحث.. والبحث نصف الطريق إلى (الحقيقة)، دائماً لا توجد حقيقة كاملة، ولا يوجد إعلام بمصداقية مطلقة على وجه الأرض كل إعلام يعمل لخدمة قضية معينة وهناك خطوط حمراء ووسقف لكل قناة ولكل فم وولكل وكالة. ..هذه قناعاتى.
نملك عقل ليتحرك ويفكر ويبحث ويتأكد ويستوعب، ويتمهل، لأن الكلمة أمانة حتى لو مجرد تغريده، أو تعليق فى حساب على مواقع التواصل، وربما تؤدى إلى كارثة أو إلى كف أذى، فكًر خارج الصندوق دائماً (خارج مسألة الدين والعقيدة) الثغرة التى وضع الغرب من خلالها قدميه فى بوابة الشرق الأوسط.. وانهارت بسببها دول، لبنان، والعراق، افغانستان، سوريا، تونس وغيرها.. لم يعد أكثر المسلمين مسلمين، وأكثر المسيحيين مسيحيين، الحياة المادية حرقت الجميع واصبح شاغل الكل تحصيل لذة أو ثروة أو جاه او سلطة أو سياسة أو كسب سريع عاجل بأى سبيل أتحدث عن أفراد ودول بعينيها.
أخيراً لن ننجرف إلى سطوة الإرهاب ولن يحكم وستُحرق جذوره هنا على أرضها ليس هذا الوطن وليست هذه البلد، أخطئوا العنوان ودخلوا إلى المقابر.. ليست شعارات وليست سطور فى مقال، ثقة اولاً فى الله، وفى حماة الوطن، وأبناؤه الشرفاء.. وحتى السيدة العجوز التى لا تملك غير حمل علم مصر بيدها المرتعشة فى شرفة منزلها، ورغم أن الصورة مازالت قاتمة ومصر باقية وستظل أغنى وأبقى بلد فى العالم، اعتادت الكبوات فدفنت ولفظت التتار والهكسوس والفرس والرومان، والإنجليز والفرنسيين وسرقها أهلها ورغم هذا مازالت بخير ومطمع للكل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة