وائل السمرى

لا أهل دين ولا أهل سياسة يا دكتور ناجح

الأحد، 25 أغسطس 2013 05:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من بين كل أنصار تيار الإسلام السياسى يقف الدكتور ناجح إبراهيم موقفا مختلفا، فهو الوحيد الذى يتبنى نهجا معتدلا بحق، يعرف كيف يفرّق بين شؤون الدنيا وشؤون الآخرة، لا يخلط الأوراق ولا يتاجر بمظهر أو جوهر، لذا كان طبيعيا أن تجد معظم أنصار التيار المدنى يبجلونه ويحترمونه، لأنه يميل إلى الوجه المدنى للإسلام لا بدويته، يستلهم تحضره لا بدائيته، يحب الحوار حقا لا تشدقا، لذا يكون الحوار معه مختلفا، فيه ما فيه من إثراء للفكر، وإعمال للعقل.. ومن هذا المنطلق أرى أنه لم يكن موفقا فى مقاله الأخير فى «المصرى اليوم» أمس، والذى كتبه تحت عنوان «صراع أهل الدعوة والحرب على السلطة»، لأنه اعتمد على مقارنة خاطئة بين أهل الدين «قديما»، ومن يدعون أنهم أهل دين «الآن»، متناسيا أن الجماعات التى ادعت أنها «إسلامية» لا يعتبرون بأى حال من الأحوال ممثلين للإسلام، لا شكلا، ولا مضمونا، وأن هناك فرقا كبيرا بين النماذج التى استدعاها من التاريخ، وبين النماذج التى قارنها بها، وحتى يكون القارئ على دراية بالأمر نورد هنا بعض ما قاله الكاتب.
يقول «إبراهيم» إنه عكف فى أيام الاعتقال على قراءة التاريخ الإسلامى الحديث والمعاصر، وإن هناك العديد من الوقائع التى استوقفته، ومنها أنه «كلما تصارع أهل الدعوة والدين مع أهل السياسة والحرب على السلطة والحكم انتصر أهل السياسة والحرب»، ثم أورد بعد هذا نماذج لما اعتبره وقائع هذا الصراع، قائلا: «إن الحسن بن على تصارع مع معاوية بن أبى سفيان، فانتصر معاوية لأنه كان الأكثر خبرة بالسياسة والدولة والحرب، ولأنه رجل دولة فى المقام الأول، وأن عبدالله بن الزبير تصارع مع عبدالملك بن مروان، وقائده الحجاج بن يوسف، وكان الحجاج ظلوماً طاغية باغياً، فانتصر عبدالملك والحجاج، وتصارع الحسين بن على، ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد شباب أهل الجنة، مع يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، فانتصر يزيد، ثم عقب قائلا: ولا أدرى هل مازال التاريخ يكرر نفسه حتى الآن أم ماذا؟.. فكلما وصل أهل الدعوة والدين إلى السلطة أزيحوا عنها قهرا وقسرا، وكلما اقتربوا من الوصول إليها بعدت عنهم أكثر»، وأكد هذا فى قوله فى ختام المقال: «لقد تفكرت فى هذا الأمر منذ قرابة 15 سنة.. وها أنذا أعيد التفكير فيه مرات ومرات.. فهل حقا يعيد الزمان نفسه؟.. يبدو أنه يفعل ذلك مرات ومرات». هذا ما قاله الدكتور ناجح إبراهيم فى هذا الشأن، ومبدأ اعتراضى على ما قاله هو أنه يحاول – ربما دون أن يدرى – ترسيخ فكرة انتصار أهل الظلم على أهل الحق، ويلوى عنق التاريخ ليضع مرسى وزبانيته فى قائمة واحدة مع آل بيت رسول الله الأطهار، وهو الأمر الذى تكذبه الوقائع وتنفيه الأحداث، فالدكتور ناجح إبراهيم نفسه قال إنه نصح مرسى أن يترك الحكم مثل الحسن بن على، حقنا للدماء، فقال له مرسى إنه لن يسلّم الحكم لأنه لا يرى بين معارضيه من هو مثل معاوية، بما يعنى أنه رفض أن يتخذ «الحسن» قدوة له، فكيف يدعى الدكتور ناجح أنه مثل «الحسن»؟وكيف يتجاهل الدكتور ناجح أن ممارسات مرسى وزبانيته تختلف تمام الاختلاف عن ممارسات هؤلاء الصحابة الكرام وأهل البيت الأطهار، وهم الذين قتلوا وظلموا وتواطؤا وخانوا العهد والميثاق والقسم؟.. أبعد كل هذا تريد يا دكتور ناجح أن تضعهم فى مصاف الصحابة وآل البيت؟، ثم ألا ترى أنك تظلم وتجافى الحق بوضعك لخصوم الإخوان فى قائمة واحدة مع معاوية ويزيد والحجاج؟، ثم كيف لك أن تدعى أن مرسى قد أزيح عن الحكم بالقوة؟، فهل تنكر رؤية الملايين التى نزلت إلى الشوارع رفضا لحكم الإخوان مثل بقية أصدقائك من مدّعى التأسلم؟، أم تكذب نفسك التى طالبت مرسى بأن ينزل على رغبة الشعب، ويتنازل عن السلطة؟.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة