تعلم حركة حماس جيداً أن اللعب بالنار والعبث مع مصر والجيش المصرى فى هذا التوقيت لن يكون فى صالحها كحركة حاكمة الآن فى قطاع غزة، وتعلم أيضاً أن مصير القطاع وأهله من الأشقاء الفلسطينيين التى تتحكم فيهم حكومة إسماعيل هنية المقالة يرتبط تاريخياً واستراتيجياً واجتماعياً واقتصادياً بالدولة المصرية، وأن الانحياز ضد إرادة الشعب المصرى وثورته على الإخوان يهدد بقاءها ووجودها فى القطاع ويضر كثيرا بالقضية الفلسطينية، وهى القضية المركزية والمحورية للشعب العربى والمصرى التى ضحى بالكثير من أجلها.
الشعب المصرى وقف إلى جانب حماس عندما كانت حركة مقاومة فلسطينية ضد العدو الصهيونى وضد اعتداءاته وعدوانه المتكرر على قطاع غزة، استمراراً لموقفه التاريخى مع الشعب الفلسطينى دفاعاً عن حقوقه المشروعة منذ عام 48، ولسنا هنا فى مجال تذكير قادة حماس بما قدمته مصر من أجل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، حتى تعى خطورة الدور الذى تلعبه الآن والتصرفات العبثية وغير المحسوبة التى تقوم بها الحكومة المقالة منذ عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى وانهيار حلم التنظيم الدولى للإخوان فى مصر وتداعيات ذلك على الجناح العسكرى للتنظيم فى غزة الذى كان يراوده حلم تأسيس مكتب حماس الرئيسى فى القاهرة.
حماس أضرت كثيراً بمواقفها ضد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو بالقضية الفلسطينية واختزلتها فى معاركها الخاصة ومصالحها الضيقة وسارت فى طريق تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية لإنشاء دولة أو إمارة غزة الكبرى بالتواطؤ والتآمر من النظام الإخوانى المعزول وأنقرة وواشطن. ما قامت به الحركة والحكومة المقالة فى غزة منذ ثورة يناير وإعلان الانحياز السافر مع محور الشر تركيا – واشنطن - التظيم الدولى للإخوان ضد إرادة الشعب المصرى وثورته يهدد الأمن القومى المصرى وأظن أن حماس تعلم وتدرك جيداً خطورة اللعب بالنار مع الجيش والشعب المصرى. فقد جعلت نفسها بمثابة «رحم» وظهير إرهابى للإخوان والتظيم الدولى ومن وراءهم وهى المدركة لغضبة الشعب المصرى – إذا غضب وثار ضد من يقف فى وجهه- وعليها أن تتحسب للحظة الغضب ولن ينفعها التستر على قيادات الإخوان الهاربة فى غزة أو دعوة الإرهابيين لعقد مؤتمرات للتحريض ضد مصر وتهديد الجيش المصرى أو إيواء معسكرات إرهابية للإخوان وكتائب القسام فى خان يونس وغيرها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة