محمد الدسوقى رشدى

بنات مصر أجدع منكم!!

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013 09:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البحث فى مواطن التشابه والاتفاق بين تيار الإسلام السياسى، بشقيه الإخوانى والسلفى، وتيار القوى المدنية بأطرافه الليبرالية واليسارية، وما ينتمى منه إلى حزب الكنبة، وحركة «اللى مالهمش فيها»، تستخلص منه نتائج قادرة على إدهاشك أكثر من «زوزو» قردة الإعلان الشهير الراقصة، بل أكثر من «الفريسكا» نفسها.
الواقع يا «سيدى ويا ستنا» يقول بأن أوجه الشبه بين هؤلاء الذين يرون أولئك كفارا وأعداء للدين، وأولئك الذين يرون هؤلاء متطرفين ورجعيين، أكثر مما تتخيل، وتحديدا فيما يخص الأمور الفكرية والعقلية والأخلاقية، ومن بين ركام المعارك السياسية الدائرة بين تيار الإسلام السياسى، والقوى المدنية، يمكنك أن تلحظ جثة لضحية أخرى من ضحايا الصراع الدائر على «ترابيزة» النخبة المصرية، الإسلامى منها والليبرالى واليسارى.. عن المرأة المصرية نتكلم.

المرأة التى صمت شيوخ التيار السلفى وقيادات الإخوان حينما سحلوها وضربوها فى ميدان التحرير ورفعوا شعارهم الشهير «إيه اللى وداها هناك؟»، والتى خرس رموز الأحزاب المدنية والمنظمات الحقوقية عن الكلام ولم يغضبوا أو ينتفضوا حينما تم اعتقالها وإهانتها وقنصها عشوائيا كما حدث مع بنت البلتاجى فى مرحلة فض اعتصام رابعة.

المرأة التى قال عنها شيوخ التيار السلفى والإخوان إن لها صوتا عورة لا يجوز أن يعلو فى البيت أو ساحات السياسة، وقالوا إنه لا ولاية تجوز لها، ولا خروج من المنزل أو اختلاط أو عمل، ثم فجأة حينما حانت لحظة استغلالها أثناء اعتصام رابعة صدروها فى المسيرات المسلحة، وجعلوها تهتف وتصرخ وتخطب وتقف فوق المنصات بجوار الشيوخ بدون حجاب، وهى نفسها المرأة التى يتفنن أهل التيار المدنى فى الحديث عن دورها فى الحياة والتاريخ المصرى والعملية الانتخابية وحينما تحين لحظة الحقيقة وتوزيع مناصب السلطة تهرب الجميع منها وكأنها لم تكن.

النتاج الحقيقى لشهور العام الفائت يقول بأن الخاسر الأكبر فى وطن ما بعد الثورة هو المرأة المصرية التى كانت - وللغرابة - الأكثر مشاركة، والأكثر حماسة فى المظاهرات، وفى طوابير الانتخابات، ومع ذلك أفقدوها الشعور بالأمان والحماية والرجولة حينما شاهدوا قوات الأمن وهى تسحلها وتعريها وتضربها دون أن يعترض أحد.. لا فى عصر مرسى ولا بعد مرسى.

فى الشهور الفائتة تعرضت المرأة المصرية لأبشع أنواع الاستغلال من قبل التيارين، الإخوان والسلفيين الذين يرون فى صوتها عورة، وفى خروجها للشارع فتنة، وهى بالنسبة لهم فى عالم السياسة أداة يحركونها لطرق أبواب البيوت من أجل إقناع الغلابة بخططهم ومرشحيهم، بينما الإخوة فى الأحزاب المدنية استغلوها بتحويلها إلى أداة للتخويف من الإسلاميين، والترويج لفتاوى الجهل الخاصة بضرب النساء، ومنعها من الخروج، من أجل ترويع الشارع من الإسلاميين دون أن يتطوع أحد من أهل التيار الليبرالى ليفسر للناس أين كانت المرأة من قوائمهم الانتخابية، وأين هى المرأة من المناصب القيادية فى الأحزاب والحركات السياسية.

للأسف الشديد، لا فارق فى وجهات النظر بين هؤلاء أصحاب اللحى الذين لا يرون للنساء سوى طريق واحد هو البيت والزوج، وأولئك أصحاب شعارات الحرية الذين لا يقول واقعهم المقهورة فيه المرأة، والموجودة على هامشه دوما، ما تقوله شعاراتهم وكتبهم وندواتهم عنها.

للأسف لا فرق.. المتطرفون يجتهدون فى الإفتاء بأن المرأة عورة، لا مكان لها سوى البيت حتى يشعر معها بلذة الامتلاك الفردى خلال رحلة السرير.. والليبراليون - أو من يدعون ذلك - يجتهدون فى إقناع المرأة بحريتها وتفردها، وعظمة إبراز جمالها حتى تصبح الرحلة معها إلى السرير سهلة.

وبين أطماع هؤلاء وجشع أولئك، تبقى المرأة المصرية الحقيقية التى تعول أسرًا، وتزرع حقولاً، وتملأ الشوراع بحثا عن رزق أو طموح، تائهة بين صور الأبيض والأسود التى تظهر فيها أمك وأمى، وجدتك وجدتى قويات باسمات ملكات لا تخجل الواحدة منهن من ملابسها، سواء طالت أم قصرت، ولا تضطر الواحدة فيهن لتقديم أى تفسير عن طبيعة قصة شعرها أو حجم فستانها، حتى النموذج الذى جعلوه رائجا للتدليل على ضعف المرأة المصرية وخضوعها، وهو نموذج الست «أمينة»، لم يكن أبدا بهذا الضعف والخضوع، بل كانت «أمينة» وبنات عصرها أقدر على صياغة نموذج جامع ما بين الهدوء والحنية والذكاء لإدارة المنزل، والحياة بطريقة يتخيل معها الرجل المصرى أنه كان «سى السيد»، ولكنه فى الحقيقة كائنا يصاب بالضعف والشلل إذا غابت «أمينة» عن المنزل أو حياته!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة