طالما أنهم بكل هذا الذكاء والقدرة على التخطيط والتكتيك والإستراتيجية، لماذا لم يوظفوا كل هذه الطاقة عندما كانت السلطة فى أيديهم. نقصد طبعا قيادات جماعة الإخوان، ومنهم الدكتور البلتاجى وباقى القادة الميدانيين والتكتيكيين، الذين تلبستهم روح زعماء تنظيم القاعدة، وأصبحوا يطلقون بيانات مصورة ومسجلة يسربوها للفضائيات من مخابئهم.
لقد قضت الجماعة عاما تحت رئاسة الدكتور مرسى وهم يخترعون قرارات وتحركات سياسية ينغصون بها على الشعب، ولا نقصد فقط الإعلانات الدستورية المتسلطة، أو القرارات بالإفراج عن اللصوص وقطاع الطرق والمهربين، لكن حتى فى السياق الاجتماعى لم يفتح الله عليهم بإجراء من أجل الفقراء أو الغلابة، ولا فى مكافحة الفساد، وكلما انتقدهم أحد يردون بأن هناك من يعرقلهم ويعطلهم عن مهامهم السماوية. ورسالتهم التى لم يعرفها أحد. لم يفكروا أبدا فى الاعتذار للشعب، بل إنهم لم يضعوه فى الاعتبار من الأصل، واكتفوا بمخاطبة العالم الخارجى واعتبروه هو ضامنهم.
كانوا يتحدثون عن الصناديق وحلاوة الصناديق، بينما المصريون الذين انتخبوا مرسى بالصناديق لم يجدوه ووجدوا أنهم محكومون بالمرشد ونائبه وشاطره وعريانه. وإذا كان هناك من تعرض للظلم فى الجماعة فهو محمد مرسى، ظلمه سمعه وطاعته، وظلمه عدم إدراكه لقيمة مصر وحجمها، وظلمه أنه وثق فى المرشد والجماعة أكثر مما وثق فى الشعب. لقد حصل مرسى على فرصة تاريخية، كانت تحتاج إلى أن يقرأ التاريخ ليتعرف على البلد الذى يحكمه، وليس على تاريخ جماعته المزيف.
ظلم مرسى نفسه، وظلمته جماعة غرتها السلطة، وأغراها النفوذ، تعاملت مع السلطة بنفس عقلية التنظيم السرى، ولم تنتبه إلى أن مثيلاتها فى السلطة انتهت إلى التفكيك والانفصال. كان على الجماعة أن تضحى بغرورها من أجل الوطن، ومن أجل دولة فى حجم وتعقيد وبساطة وتشعب مصر. لكنهم ظلوا فاشلون فى السلطة يبحثون عن شماعات يعلقون عليها فشلهم، ومازالوا يعيشون حالة إنكار مزرية، و لا يعترفون أن مشكلتهم مع الشعب، وليس مع غيره. ثم أنهم يوما ما سوف يجد القيادات أنفسهم فى مواجهة قواعدهم التى وثقت فيهم وتصورت أنهم أكثر عقلا وذكاء، هذه القواعد من الشباب سوف تحاسبهم على الخداع والفشل.
الإخوان اليوم وهم يخططون ويستخدمون تكتيكات إعلامية وخططا استراتيجية، عليهم أن يفكروا لماذا عجزوا وهم فى السلطة عن السعى لبناء نظام حقيقى. وكيف فشلوا فى توظيف هذه القدرات فى عمل سياسى علنى، بدلا من الإصرار على العمل كتنظيم سرى.
لقد كان الإخوان يروجون دائما أن فلول الحزب الوطنى تعمل ضدهم، وقلنا يومها بأن الحزب بقواته وأجهزته لم ينجح فى حماية مبارك ونظامه، فكيف تكون الفلول أقوى من الأصول؟
وهو نفس ما نقوله مع فلول الإخوان، ممن مازالوا يخدعون الشباب ويقدمون له معلومات خاطئة ويقودونه للموت دفاعا عن قيادات فاشلة وعاجزة ولا تملك غير الأكاذيب التى تبيعها للسذج والمخدوعين.
لقد فشلت الجماعة وهى فى السلطة، وما تزال تمارس الكذب والخداع. رهانا على أن الأهبل يخدع أكثر من مرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة