هل المطلوب إرضاء أمريكا لكى تتوقف عن ممارساتها الصبيانية تجاه مصر؟ وهل رضاها عن شخص ميزة يتباهى بها؟، كلنا يعرف أنها لا ترضى إلا عن جواسيسها وخدمها، هى تتحدث عن الديمقراطية والشرعية فى المؤتمرات الصحفية فقط، تتحدث عن حقوق الإنسان وهى ترمى الورود والشيكولاتة لأطفال اليمن وأفغانستان والعراق من طائرات بدون طيار، هى تتحدث عن شرعية رسمت هى حدودها، لا يوجد لها أصدقاء حقيقيون فى مصر، أصدقاؤها فى تل أبيب والدوحة وأنقرة، هى عاجزة عن فهم مصر وتجلياتها وعنادها ورقتها وحضارتها، هى تستمد معلوماتها من الصحف والمنظمات التى تأخذ منها «حسنتها»، وتشاهد الجزيرة مباشر مصر، وتأثرت كثيرا بآراء فهمى هويدى وأحمد منصور ووائل قنديل وما إلى ذلك، وقررت بناء عليه تركيع المحروسة تضامنا مع عصابة هى تعرف وحلفاؤها يعرفون أنها عصابة تم دعمها لقطع الطريق على الأمل، نزل الشعب ضدها فى الشوارع لكى يتخلص من الكوابيس، تهديدات عبيطة، قطع المعونة، عدم تسليم طائرات سبق الاتفاق عليها، محاولة إقناع العالم أن حربا أهلية تدور فى مصر تخشى من تطورها، الدولة المصرية تخوض الآن أعظم معاركها، تخوض معركة الإنسانية ضد الفاشية الدينية وضد الرأسمالية الغربية والصهيونية، وكأنها تتنزه، تخوضها بحس صوفى لخبط حسابات التنظيم الدولى للمتاجرة بالدين الحنيف، معركة ضد ضيق الأفق وعملاء الداخل الذين أعطوها فرصة «تتنطط»، معركة استعادة السيادة والمكانة والأرض، معركة ضد التبعية، الذين يقفون مع الغرب ضد مصر هم الذين رتبوا حياتهم على وجود الإخوان فى الحكم، والذين يتم تمويلهم للاعتماد عليهم فى ظروف كهذه، ولكن أمريكا لم تقرأ التاريخ قديمه وحديثه، هى تخاف من التاريخ أصلا، ولهذا السبب تلعثمت وارتبكت أمام قدرة هذا الشعب على التعبير عن نفسه فى الميادين وإصراره على ما يريد، هى تعتقد أن الإعلام الموجه الملىء بالأكاذيب سينجح كما نجح فى حرب تدمير العراق، ما فعله المصريون جرح أوباما شخصيا، جرحه جامد، وجعله يشعر أنه صغير للغاية، وأنه كان عليه ألا يختزل العلاقة فى معونة تحتاجها بلاده أكثر منا، وأن يعرف أن صبيتهم فى مراكز الأبحاث والفضائيات والصحف غير مؤهلين لخوض معارك مثل هذه، لدى إحساس أن مكتب الإرشاد «ماسك ورق» على أوباما وأردوغان، لدى إحساس أن الدوحة هذه المرة هى غرفة عمليات الولايات المتحدة الأمريكية «التى يوجد على أرضها تمثال الحرية»، وأن عملاءها يجب أن يحصلوا على فرصتهم، ويبدو أن شخصا مثل عزمى بشارة يشغل منصبا مهما فى الليلة، لأنه بعد أن أطاح بعبد البارى عطوان «وأنا لست من عشاقه» من جريدة القدس العربى اللندنية، قرأت الأسبوع الماضى «رأى القدس» التى كانت ضد إسرائيل ومع العرب فى معركتهم ضد الاستعمار، لم يكن رأيا، ولكنه استراتيجية الحرب ضد مصر، التى تنصب الفخاخ وتستعدى الغرب بحجة العنف، وتصور الإرهابيين كأنهم ضحايا، مثلا «الإجماع على إدانة تحركات قوات الأمن المصرية كان غير مسبوق، فلأول مرة نرى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربى وكوبا والإكوادور وفنزويلا وإيران «لم يذكر قطر العظمى» كان غير مسبوق، وهو إجماع لم يحصل حتى فى هجمات 11 سبتمبر التى نفذتها القاعدة، ولم يحدث أثناء الحرب على العراق وأفغانستان»، ويحذر «رأى القدس» من الاستخفاف بالضغوط الغربية، تشعر أن العالم على وشك التحرك بجيوشه برا وبحرا وجوا إلى مصر لكى يعيد محمد مرسى إلى الاتحادية، ويعيد حسن البرنس نائبا لمحافظ الإسكندرية وعبد العزير لوزارة الثقافة، ولأن صلاح «كان لازم يفضل وزير إعلام»، أسلوب رخيص وفج فى الترويج للباطل، أسلوب منحط تنتهجه قطر باقتدار، وضد من؟.. ضد مصر التى لا يعرف قدرها إلا النبلاء.. أمثال خادم الحرمين الشريفين ورئيس الإمارات وأمير الكويت