وائل السمرى

يا سوريا دمنا فداك.. ضد الاحتلال

الخميس، 29 أغسطس 2013 02:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت واحدًا من بضعة أفراد لم يزيدوا على العشرين تظاهرنا أمام السفارة السورية فى 15 مارس 2011، كانت الحماسة تستبد بنا، ونشوة انتصار الثورة المصرية تسيطر عليها، كنا نظن أن تحرير العالم العربى من الطغاة واجب علينا، ولهذا لم يكن فى وسعنا ادخار أى جهد من أجل الإطاحة بالأنظمة المستبدة من فوق أعناق شعوبها الصابرة، ولذا تلقفنا دعوة الشعب السورى للثورة على نظام الطاغية بشار الأسد بسعادة وحماسة منقطعة النظير، ولذلك ذهبت الى السفارة السورية وفى ذهنى أن مصر ستقود حركة التحرر العربى بعد يناير، مثلما قادته قديما فى أعقاب ثورة يوليو، ولأنى من عاشقى سوريا الأبديين، ولأنى أعرف تمام المعرفة أن مصر وسوريا بلد واحد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولأنى أعرف تمام المعرفة أن بشار الأسد طاغية اعتبرت أن المسألة السورية مسألة شخصية تخصنى كما يخصنى أهل بيتى وإخوتى.
فى أول أيام الثورة السورية.. هتفت ضد بشار وطالبت بإسقاطه، وفى هذه التظاهرة «الضعيفة» من حيث الحشد والعظيمة من حيث التأثير تعاركت من أحد ممثلى السفارة واشتبكت معه بالأيدى، فلم يحتمل الطغاة أصوات من يطالبونهم بالكف عن الطغيان، واعتدوا على المتظاهرين السلميين، الذين كان أغلبهم مثقفين وشعراء وصحفيين مصريين وسوريين، وحينها أرسلت السفارة السورية احتجاجا رسميا لـ«اليوم السابع» واتهمتنى بأننى اعتديت على السفير، وهى التهمة التى سعدت بها كثيرا كتهمة أنى «خاين وعميل ومأجور ومن بتوع التحرير» ووقتها أيضا كتبت مقالا بعنوان «بلطجة سورية على أرض مصرية» وصفت فيه ما جرى فى السفارة، وتعاقب نزولى أمام السفارة أهاجم بشار ونظامه الفاسد البائد، وتعاقبت كتاباتى أيضا لنصرة الثورة السورية، وفى هذه الآونة اتفق معى الملحن والموسيقار نصير شمه على كتابة أغنية للثورة السورية، وسهرت معه ثلاث ليالٍ نعمل عليها، كانت فى البداية أغنية بسيطة بعنوان «يا سوريا دمنا فداك» ثم تحولت إلى أوبريت كبير شارك فى غنائه مجموعة من الفنانين العرب منهم: درصاف حمدانى من تونس ورشيد غلام من المغرب وأنور بودراغ من العراق وخاطر ضوا من سوريا، وأذاعته الجزيرة فى ختام الأسبوع السورى فى الدوحة، وكان هذا الأوبريت هو العمل الثانى لى مع «شمه» حول الثورة العربية، وسبقه قبلها أغنية «الشعب يريد» التى كتبتها ولحنها «شمه» عقب تنحى مبارك.
قلت فى الأوبريت: يا سوريا دمنا فداك/ فنحن منك وأنت منا/ أرواحنا قربان مجدك / فامنحى للروح معنى/ من كل فج خارجين/ ليبرأ الوطن المعنى/ لا تحزنى يا سوريا فالفجر بعد الليل طالع/ لا تنحنى يا سوريا فالعدل بعد الظلم راجع/ لا تخضعى يا سوريا فالنصر بعد القهر واقع» قلتها بكل حب وانتماء إلى سوريا وأهلها وشعبها، لكنى كنت لا أخفى لأصدقائى السوريين وقتها ما ينتابنى من قلق على مصير سوريا خاصة بعد اختراق تنظيم الإخوان للجيش السورى الحر، وبعد أن تحولت الثورة السلمية إلى حروب شوارع حقيقية، وسرعان ما تحول هذا القلق إلى رفض قاطع بعد اختراق القاعدة للثورة السورية وتنامى دور ما يسمى بجبهة النصرة السورية، واليوم أرى سوريا الحبيبة والأمم تتداعى عليها، وطبول الحرب تدق فوق رأسها، وأرى أمريكا كالحيوان المسعور الذى يتأهب إلى اقتناص فريسته، وهو الأمر الذى لا يقبله إلا الخونة والعملاء وسماسرة الدم والأعراض، ولا يسعنى هنا إلا أن أقول بكل حب أيضا «يا سوريا دمنا فداك فنحن منك وأنت منا» لكن هذه المرة ضد الاحتلال الأمريكى وأعوانه فى الداخل والخارج.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة