تتجدد سحب الحرب فى المنطقة، وقد حشدت الولايات المتحدة وحلفاؤها للحرب، وهو حشد لا يتعلق بسوريا وحدها، لكنه يتوازى مع توتر وصراعات فى المنطقة.. التوتر بين أمريكا وإيران حول السلاح النووى تراجع لكنه لم يختف، لكون إيران طرفا فى معادلة الحرب على سوريا، ولكون إيران حليفا لسوريا، وحزب الله أيضا طرف فى المعادلة، وإسرائيل هى الأخرى تستعد لحرب تدور حولها، وهى طرف فى معادلة الصراع مع سوريا.. تركيا التى تركت تحالفها مع سوريا، وانتقلت لمعسكر المواجهة مع سوريا، بل تقدم أراضيها لطائرات حلف الأطلنطى والولايات المتحدة لضرب سوريا، وتركيا فى الوقت نفسه ترتبط بعلاقات عسكرية واقتصادية مع إسرائيل ، بينما ترفع شعارات دعم القضية الفلسطينية فى مواجهة إسرائيل.
الموقف الروسى هو الآخر يتداخل فى المشهد، روسيا حليف لسوريا، وجزء من المعادلة الدولية.. فى الخليج تدعم السعودية العمل العسكرى ضد سوريا، بينما الإمارات ترى ضرب سوريا يضر بالأمن القومى العربى، والجامعة العربية فى أدنى حالاتها لأن أعضاءها منشغلون غالبا بصراعاتهم، والجامعة حاصل جمع قوة أعضائها.
ولا يمكن استبعاد تأثيرات الحرب على سوريا على دول المنطقة التى تتداخل فيها الصراعات الداخلية، بل إن التدخل الأمريكى والغربى فى سوريا يدعم طرفا فى الصراع داخلها، يدور بين المعارضة بتنوعاتها من تنظيمات مسلحة إلى جيش حر، فى مواجهة الجيش السورى.
نحن أمام خريطة معقدة تتداخل فيها المصالح، ويصعب فيها تمييز المواقف بشكل واضح، ثم إن نتائج الحرب ستؤثر على دول المنطقة، وقد تفتح بابا لصراع دولى ولا تبدو بالبساطة التى كانت تظهر بها قبل أسابيع، وهى عوامل تحكم القرار النهائى، لأن أمريكا التى أعلنت توجيه ضربات محدودة أعلنت أن تغيير النظام السورى من مهام الشعب، وهو قول لا يمكن التعامل معه ببراءة، والأهم أن أوباما أعلن أن ضمان تدفق النفط وأمن إسرائيل أهم ما لا يريده، وهى أهداف إستراتيجية، وليست تكتيكات مثل غيرها.
ولا يمكن استبعاد مصالح شركات السلاح التى توفرها هذه الحرب، لأن التهديد فى حد ذاته يرفع من استهلاك السلاح فى الشرق الأوسط حتى لو كانت الدول تشتريه ولا تستخدمه، ثم إن ميزانية الحرب على سوريا سوف تسدد فواتيرها دول الخليج ودول عربية، ونفس الأمر فيما يخص سوريا التى تمول شركات السلاح الروسية.
وخلال سنوات كانت دول المنطقة تشترى سلاحا يبقى حتى يصدأ فى المخازن، وتعيد بيعه خردة للدول المنتجة لتعيد تصنيعه وبيعه بمليارات، لهذا لا يمكن استبعاد عوامل المصلحة وتجارة الخوف ضمن معادلة ما يجرى فى المنطقة اليوم، من حملات التخويف والرعب، وتنمية الصراع، لأن الخوف أحد عناصر تسويق السلاح، وانتهاء التوتر يعنى نهاية صناعة السلاح وإغلاق مصانع وتسريح عمال فى أوروبا وأمريكا وروسيا.
وبالتالى فإن الحرب على سوريا هى حرب مصالح، وربما لهذا تبدو خريطة التحالفات معقدة.. حلفاء الأمس فى المنطقة أصبحوا يتواجهون، بينما يبقى الثابت الوحيد هو التحالف الأمريكى والغربى الذى يركز على مصالح واضحة فى النفط وإسرائيل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة