دينا شرف الدين

وانتصرت الثورة

الجمعة، 30 أغسطس 2013 06:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحية من القلب لشعب مصر العظيم ذى العزيمة الجبارة والإرادة الحديدية الذى سطر بحروف من نور ملحمة تاريخية رائعة، تم تصنيفها كأعظم ثورة فى تاريخ البشرية.

بدأت ثورته البريئة الطاهرة على نظامٍ فاسد استبد بالبلاد والعباد طيلة ثلاثين عاماً.

ثم بكل تبحح وانعدام للضمير، انقض المتربصون المقنعون بقناع الورع والتقوى على كل المغانم التى سالت دماء المصريين، وسقط آلاف الشهداء من أجل تحقيقها، حيث تسلل هؤلاء وتمسكنوا كالعادة لإخوانهم فى الوطن، حتى تمكنوا من كل مكتسبات الثورة ومقدرات البلاد.

ولم يتحقق من أهداف الثورة التى وعدوا بتحقيقها، وأقسموا للشعب على ذلك سوى كل ما يتناقض مع تلك الوعود.

فمن كان يحلم بالعيش لم يعد يجده، ومن كان يسعى إلى الحرية سقط فى براثن نظام فاشى ذى قبضة حديدية، ومن كان يصبوا إلى العدالة الاجتماعية مات بلا أية دية.

استطاع الإخوان المسلمون فى زمن قياسى أن ينشروا الكراهية، ويزرعوا الفتن، ويقسموا الوطن.

لكن الشعب المصرى النقى التقى بطبعه سرعان ما أدرك الخطأ، وسريعاً جداً أسرع مما يتوقع أحد سارع فى استدراكه.

وإحقاقاً للحق فقد قدم مختطفو الوطن خدمة جليلة، ربما كانت ستستغرق سنوات حتى تتحقق، ألا وهى رأب الصدع والتئام الجُرح الغائر الذى تعمق بفعل مخططات وألاعيب الجماعة المحتلة بين المصريين والجيش المصرى، وكذلك الشرطة المصرية. فرد الله كيدهم إلى نحورهم، وانقلبت كل أفعالهم الخبيثة وبالاً عليهم.

استرد المصريون ثورتهم ثانية، وعادت المياه إلى مجاريها الطبيعية، حيث خرجت الملايين كالطوفان الجارف لاستعادة مصر الحبيبة التى اشتقنا إليها جميعاً من مختطفيها.

فعندما يغضب الشعب المصرى وينتفض ويشعر بالخيانة، لا تقوى قوة كانت على وجه الأرض أن تصده أو تقهره.

رب ضارة نافعة فقد سقط القناع الزائف عن مدعى الإسلام، وانكشفت وجوههم القبيحة، وبات من المستحيل أن ينخدع بهم المصريون ثانية.

عفواً أيها القتلة، فلن تنفعكم ميليشياتكم ولا أسلحتكم ولا حلفاؤكم من كتائب القسام، ولا حتى راعية الإرهاب وحليفة المتطرفين أمريكا.

فهل تجوز المقارنة بين ملايين المصريين الذين خرجوا للشوارع والميادين، تعلو وجوههم الابتسامة والبهجة بالتحرر من الحكم الفاشى، وبين من خرجوا متجهمين الأوجه مكشرين عن أنيابهم بالأسلحة والعصى والسكاكين فى وجه شركائهم فى الوطن دفاعاً عن مشروع كاذب ثبت فشله وبطلانه، وانكشفت مآربه الخبيثة تجاه هذا الوطن؟

نترك لهم التمييز بين هذا وذاك، هل هو انقلاب عسكرى أم ثورة وإرادة شعب؟ والآن نحن فى فترة هدوء لالتقاط الأنفاس بعد عامين ونصف من الصراع المحتدم. مراجعة النفس وتدارك الأخطاء وتصحيح المسار ثم بناء الوطن من جديد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة