من البداية أقول لك يا صديقى القارئ إننى لست كاتب هذا المقال، بل كل ما سوف أقوم به هنا هو نشر ملخص بسيط لضيق المساحة لمقال طويل كتبه البروفيسور «كريستوفر. ت. مارسدن»، وهو أستاذ قانون الإعلام فى جامعة «ساسكس University of Sussex»، وهى إحدى الجامعات البريطانية، وله العديد من الكتب والمؤلفات فى السياسة والقانون، وقد كان «كريستوفر» باحثا فى عدد معتبر من الجامعات المهمة والمصنفة عالميا، منها على سبيل المثال جامعة ملبورن، وجامعة هارفارد، كما أنه الآن يعتبر أهم باحث فى الجامعة الدولية لليابان، ولن أقوم بتلخيص الدراسة التى كتبها «كريستوفر. ت. مارسدن»، لكنى سوف أقوم بعملية مونتاج لهذه الدراسة التى كتبها عن «الاشتراكيين الثوريين» فى مصر ليصل إلى نتيجة أن «الاشتراكيين الثوريين» فى مصر ما هم إلا مجرد «ثورة مضادة»، يكتب: «وفى بيانهم الصادر فى 14 أغسطس نراهم يقولون إن الاشتراكيين الثوريين لم يدافعوا يوما عن نظام محمد مرسى والإخوان المسلمين وينددوا بمن وصفوا أنفسهم بالليبراليين واليساريين وقاموا بخيانة الثورة المصرية وعلى رأسهم من شاركوا فى حكومة السيسى، تبعا لما يقوله الاشتراكيون الثوريون أنفسهم متهمين الليبراليين واليساريين بأنّهم باعوا دم الشهداء خدمة لبيادة العسكر والثورة المضادة، فى حين أن هؤلاء الاشتراكيين الثوريين فى مصر هم أتباع وزملاء فى التفكير والمعتقدات لهؤلاء الذين هم أيديهم ملطخة بالدماء من الاشتراكيين الثوريين وزملائهم فى التفكير الدولى، المنظمة الاشتراكية الدولية (ISO) فى الولايات المتحدة الأمريكية، وحزب العمال الاشتراكى فى بريطانيا (SWP)، هى المغمّسة بالدماء.. وفى الواقع، لم يشكل الاشتراكيون الثوريون يوما «خطا مستقلا».. وفى السنتين ونصف السنة الماضية من النضالات الثورية المريرة فى مصر، لعبوا دورا رئيسيا خدمة للطبقة الحاكمة وداعميها الإمبرياليين فى احتواء الحركة الثورية للطبقة العاملة.. فقد سعى الاشتراكيون الثوريون فى مصر فى كل مرحلة لإخضاع الطبقة العاملة لفصيلة واحدة أو أكثر من الطبقة المتوسطة المصرية بهدف منعها من تطوير قيادتها السياسية الخاصة، وتنظيم نضال سياسى واعٍ ضد الرأسمالية والإمبريالية.. وقام «الاشتراكيون الثوريون» فى مصر بتقلبات سياسية عديدة وصولا لهذه الغاية، فأشادوا أولا بتشكيل حكومة جبهة بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع «حسنى مبارك»، ومن ثم تحوّلوا لدعم جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية التى تلت ذلك، مروجين لها على أنها «الجناح اليمينى للثورة».. وتم التهليل لانتخاب مرسى معتبرين أنه يشكل «انتصارا للثورة» وإنجازا كبيرا فى دحر الثورة المضادة.. أما شكوى «الاشتراكيين الثوريين» بعد 30 - 6 الحقيقية فكانت من استبعادهم من السلطة، ذاك أن الإعلان الدستورى جاء من دون استشارة القوى الثورية التى أكد وزير الدفاع ثم الرئيس المؤقت أنها شريك فى إقرار خارطة الطريق.. كان الاشتراكيون الثوريون جزءا من هذه العملية، وهى مكونة من شرائح برجوازية صغيرة بارزة وثرية، أتت بشكل كبير من الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام، ودافع هذه الطبقات هو تقدم مكوناتها الشخصى، فلا تدعى «الثورة» إلا كورقة مساومة لضمان مكانة مريحة لمكوناتها فى إطار النظام الاجتماعى القائم الذى صممت للدفاع عنه فى مواجهة الطبقة العاملة، واللافت فى هذا السياق هو أن التقلبات المستمرة فى الخط السياسى للاشتراكيين الثوريين تتوافق دائما بدقة مع متطلبات السياسة الخارجية الأمريكية.. ونلاحظ أنه ومنذ 3 يوليو 2013 بشكل خاص، أصبحت تصريحات الاشتراكيين الثوريين متصلة بشكل غريب حقا بالدفع السياسى للبيانات الصادرة عن البيت الأبيض، ويتزايد قلق واشنطن اليوم من أن يأتى العنف الهائل فى المجتمع المصرى بنتائج عكسية فيؤدى إلى ازدياد تطرف الجماهير ليس فى مصر فحسب، بل فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهنا أيضا يشاركها الاشتراكيون الثوريون هذا القلق وهم قبل كل شىء يخشون قيام ثورة اشتراكية، ويحثون بشدة على التوصل إلى تسوية ما بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين بدعوى تجنب نشوب حرب أهلية، ليس الاشتراكيون الثوريون إلا أداة سياسية للثورة المضادة، حيث إنه تحت هذه القشرة الرقيقة من الخطاب اليسارى، هم يدافعون عن أى فصيل من فصائل الطبقة التى كانت حاكمة منذ حكم مبارك وفى الوقت الحاضر، قبل أن ينتقلوا مرة أخرى إلى موقف المعارضة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة