لا مانع عندهم من أن يجعلوا الإخوة أعداء، ويقسموا القتلى إلى شهداء وجيف حسب الهوى. هم جماعة اختاروا من البداية نحن وهم، وأنكروا على الشعب حقه فى رفضهم ومنعهم من الاحتكار والفساد والفشل، لكن الأمر تجاوز الحد وانتقل إلى الهزل والخرافات والأكاذيب، وطالما كان هناك نصابون ومدلسون وكذابون، يكون هناك مخدوعون ومضحوك عليهم.
نتحدث عن قسم الخرافات فى رابعة والنهضة والإخوان الذى يبدو أنه القسم الأكبر والأوسع داخل الجماعة وكل جماعات التجارة بالأديان، ممن تجاوزوا تجارة الدين إلى ما بعد تجارة صكوك الغفران، وكنا نتصور أن عهود الظلام فى أوروبا لن تصل إلينا، لكنا انتقلنا إلى لجان التفتيش الدينى التى تبحث فى النوايا وتحكم على البشر وتحط هذا فى الجنة وذاك فى النار.
لقد رأينا عددا من قيادات رابعة سواء إخوان أو تابعوهم أو مشتملاتهم وهم يشمشمون فى دماء القتلى ويقولون إنهم شهداء، وإن رائحة دمائهم مثل المسك، وحسبما نعلم فإن المسك هذا يكون يوم القيامة، لكن الأنكى أن هؤلاء اعتبروا القتلى شهداء، مع أنهم لا يخوضون حربا ضد أعداء، وإنما ضد مواطنين يتطابقون معهم فى اللون والدم والوطن والأرض والسماء، وطبعا فإن جماعة الإخوان هى من اخترعت قصة قتلانا وقتلاهم فى الحديث عن مصر، كما أنهم يعتبرون أنفسهم فى حرب مع أعداء. نفس التقسيمة البائسة التى شطروا بها الشعب ومازالوا يدفعون فى نفس الاتجاه، فما زلنا نرى عددا كبيرا من السذج يتكلمون عن أعداء وآخرين، وهو استمرار لسياسة بائسة زرعتها رؤوس الفتن والتعصب طوال أعوام وقسموا بها المصريين.
الإخوان يرفضون الاعتراف بالإرادة الشعبية، وقد كان حسنى مبارك أكثر إدراكا منهم لخطورة الوضع، ولهذا اعترف بالثورة الشعبية، الإخوان يتحدثون عن الصناديق، بينما المصريون انتخبوا مرسى فإذا بهم تحت حكم المرشد والشاطر وجماعة من الحمقى والمغفلين والجهلاء المنعزلين عن الدنيا. ومازال هؤلاء المعزولين يمارسون الكذب والإنكار، وقد أصابتهم حالة من التهارش العقلى، جعلت من الصعب عليهم التمييز بين الخيوط البيضاء والسوداء، ولا بين الشعب والعدو، ومازالوا يعانون من هوس وهواجس وهلاوس تضخم لهم ذواتهم، وتصور لهم الورم على أنه ضخامة.
والغريب أن المرض العقلى والسياسى لجماعة المرشد، يتحول تحت أيدى المتاجرين إلى حواديت ومنامات يخدعون بها البسطاء، أو يشترون براءاتهم بالمال من أجل تمثيليات مكررة وفجة.
والحقيقة أن الأزمة ليست فى فض اعتصامات رابعة والنهضة، فالقيادات يعرفون أنهم يكذبون، ويدافعون عن سلطة ونفوذ وأموال، والأزمة ليست مع المؤجرين والمرتزقة الذين يشكلون كومبارس الاعتصامات، الأزمة فى فض الاعتصام وخيالاته وهواجسه من عقول آلاف من الأبرياء المغفلين ممن يصدقون هذه الهلاوس والأكاذيب، وتتورم ذواتهم بالمزيد من القصص الوهمية، هؤلاء هم من يتشممون رائحة الدم فيظنون أن دم مصرى أفضل من دم مصرى آخر، أو أن هناك فضلا لمواطن على آخر بدون تقوى، وإنما بشهادة الأفاقين وتجار الصكوك والخزعبلات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة