محمد الدسوقى رشدى

الاستغاثة الأخيرة بصديق الطفولة

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 09:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحذير:
معنى السطور القادمة وجوهرها منتج منتهى الصلاحية لكل مواطن مصرى تخطى حاجز الـ35 وحاول أن يتعاطى هذه الكلمات..

«إلى العزيز الغالى صديق الطفولة «مازينجر» الكائن فى بدروم «مختبر الفوتون»، تحية طيبة وبعد..

كيف حالك ياعزيزى، وكيف حال «ماهر»، هل مازال يدور بطوافته فوق مختبر «الفوتون» ويصرخ باسمك لكى تخرج له كالفارس المغوار من بين شلالات المياه؟ أم أنكم اتبعتم الموضة، وأصبح خروجك لمواجهة الأشرار لا يستدعى سوى ضغطة زر بسيطة، أو كليك يمين على أيقونة فى الحاسب الآلى الخاص بـ«ماهر»؟!
أيا كانت الطريقة التى تخرج بها إلى النور وتتهيأ وتتحضر لإطلاق النار، لا يهم.. الأهم أنك و«ماهر» بخير، ولم ينجح «أبوالغضب» و«المزدوج» وأشرارهما فى النيل منكما، ولم تتأثر نفسيتكما بالشعبية الجارفة التى حققها منافسك وشبيهك «جريندايزر».

عزيزى «مازينجر» كم أفتقدك، وكم أفتقد غضب «ماهر» من انهيار «أفروديت» السريع أمام الأشرار، وجهده فى إنقاذها من ذئاب «أبوالغضب» الآلية التى تنهش جسدها، كم أفتقد قبضتك المزدوجة، وأشعتك فوق البنفسجية التى كانت تخرج من عينيك، والأخرى الحمراء التى كانت تخرج من صدرك، والجناح القاطع وأصابعك الصاروخية، وباقى أسلحتك التى وجهتها دوما لصدور الأشرار والأعداء!.

هل تتذكر ياصديقى كيف قضيت أغلب أوقات طفولتى مشدوها، «ومتنح» وفاتحا فمى أمام التلفاز متابعا لحلقاتك التليفزيونية ومعاركك مع الأشرار؟ هل تتذكر يا «مازينجر» كم كنت أغضب حينما يتأخر موعد عرض حلقاتك بسبب نشرة الأخبار، أو حينما كانوا يقطعون معاركك مع أشرار «أبوالغضب» بسبب أهم الأنباء؟ هل تتذكر كيف كان الحزن يزورنا حينما يستبدلون بك كارتون آخر؟ وكيف سيطر الغضب علينا حينما طبقوا نظام اليوم الكامل فى المدرسة وأصبحنا نتأخر عن مواعيد حلقاتك؟
يااااااه.. كم أفتقد تلك الأيام ياعزيزى، كنا نحبك كثيرا يا «مازينجر» لدرجة أن الأهل جعلوا منك سلاحا للعقاب، إن لم نذاكر ونسمع الكلام يمنعونا من مشاهدة بطولاتك وأمجادك، كنا نذاكر ونسمع الكلام من أجلك أنت فقط يا «مازينجر».
عزيزى مازينجر أنا زعلان منك، فهذه استغاثتى الثانية بك، أطلقها دون أن تأتى أى استجابة منك، دون أن أسمع صرختك الشهيرة: «لقد حان الوقت، قد بدأ النهار، تهيأ.. تحضر لإطلاق النار».

أنا أعلم يا «مازينجر» أن مقاتلا شرسا وثائرا مثلك لا يمكن أن يتأخر عن مساعدة وطن فى إنقاذ ثورته، فتلك مهمتك وذلك قدرك الذى شهدناه فى مئات الحلقات المترجمة والمدبلجة، فاسمح لى يا صديقى أن أدعوك إلى ميدان التحرير، ولا تقلق فالعنوان «ميتوهش»، سيعرفه «ماهر» حينما يأخذ جولة بالطوافة فوق أرض مصر، سيعرفه حينما يجد عشرات الآلاف بداخله على قلب رجل واحد، يصرخون «بسقوط كل عسكر ظالم، وكل إخوان متاجر بالدين، وكل فاسد يريد لطغيانه أن ينمو»، لا تقلق يا «مازينجر» الميدان يشبه إلى حد كبير مختبر «الفوتون»، فكلاهما مقر ورمز لمحاربة الأشرار، أى أشرار، سواء هؤلاء الذين يريدون تدمير العالم، أو أولئك الذين يريدون أن يسرقوا حق المصريين فى الحرية وتقرير المصير.

ثورة مصر.. ثورة 25 يناير فى خطر يا «مازينجر»، تقترب من عامها الثالث، ولم تحقق ربع مطالبها، وتعانى من الارتباك، وتترنح كالملاكم الذى توالت عليه اللكمات من المجلس العسكرى، ومن رموز النظام السابق، ومن الإخوان المسلمين ورئيسهم المعزول، ومن التيارات السياسية التى تجرى خلف مكاسبها الشخصية فقط، ومن صفوت حجازى ومحمد البلتاجى وباقى هؤلاء الذين لا نعرف لهم وجها رجوليا حقيقيا، مثلهم مثل «المزدوج» الشرير الذى يضرب ويجرى هاربا، ولا نسمع سوى ضحكاته الخبيثة على الكوارث التى تحل بسببه.

نحن فى حاجة إليك يا «مازينجر»، فلا تتأخر علينا بحق صداقة الطفولة، جهز قبضتك المزدوجة وأشعتك فوق الحمراء من أجل أن ترد عنا كيد المخططات الشريرة، أنا فى انتظارك يا «مازينجر».. أرجوك لا تتأخر، الميدان فى حاجة إلى روحك، وإلى إخلاص «ماهر» وحماسه لقضيته، ولذكرى والده الذى قتله «أبوالغضب» كما قتل الكثير من شبابنا وأصدقائنا على مدار 30 شهرا..
أنا فى انتظارك يا «مازينجر».. انزل إلى الميدان، وادخله فى أمان، ولا تقلق من اللجان الشعبية، فقط أخبرهم بكلمة السر «افتح ياميدان»، وهم سينشدون لك قائلين: «مازينجر.. مازينجر، الملك الشجاع، قواه الجبارة، يحارب الأعداء، يقاتل.. يحارب فى البر أو فى الماء، يضرب.. يحطم، يطلق الصاروخ، لقد حان الوقت، قد بدأ النهار، تهيأ.. تحضر لإطلاق النار».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة