لسنا فى حاجة لفوتوشوب، حتى نكتشف أن جماعة الإخوان تصر على أن تبقى فى «جيتو» معزول عن عموم الشعب المصرى. وأن يكون لهم خطابهم وحكاياتهم. وهو أمر لم يكن كثيرون ينتبهون إليه، كانت جماعة الإخوان تحرص على أن تبتعد عن الشعب المصرى، فى صلوات العيد، وتكون لهم ساحاتهم،حيث يصلى الشعب بعمومه فى الساحات والميادين، من دون تفرقة، بينما الإخوان يحرصون على التجمع فى ساحاتهم ومساجدهم، ومع خطبائهم. ولما وصلوا إلى السلطة ظلوا فى فكرة الانعزال عن الشعب، كان الدكتور مرسى يحرص على الصلاة والاجتماع مع الجماعة وحلفائها، وصل الأمر لأن يدعو أحد حلفائه على الشعب فى وجوده.
اليوم أصبحت العزلة أكبر والجيتو مستمر، اختيارا، وبلا ضغوط،. فى القاهرة والمحافظات هناك ساحات للجماعة يتنافسون للفوز بالصلاة فيها، حريصين على أن يؤكدوا أنهم ناس تانية، خارج ساحة الوطن، كانوا هكذا فى السلطة وظلوا بعدها، وعندما تمكنوا من السلطة ظلوا على عزلتهم، والمثير أنهم اليوم وهم يتحدثون عن السلطة، لا يذكرون الشعب كثيرا، ويظلون على عزلتهم كأنهم من جنس آخر وعرق مختلف.
الإخوان فى سعيهم للسلطة لا يعترفون بملايين الشعب، الشعب بالنسبة لهم كان فى يناير 2011 واختفى بعد ذلك ولم يعد له وجود. والملايين التى خرجت فى يونيو هى ليست شعبا. الإخوان لا يذكرون الشعب كثيرا، بينما يحتفلون بأى زائر أمريكى أو أوروبى، يتوجهون بالصور والبيانات للخارج، ولا مانع لديهم من أن يتدخل الغرب بجيوشه ليعيد الجماعة للسلطة حتى لو رفضهم الشعب.
بالأمس احتفل المصريون بالعيد، على الطريقة المصرية، صلوا العيد فى مساجد وساحات يعتبرونها جميعا لله، لكن الإخوان حرصوا على أن يبقوا وحدهم بعيدا عن الشعب، وهى عزلة لم تحدث فى عهود المماليك، فقط مع الاحتلال الخارجى، حيث كان المحتلون ينعزلون خوفا من الشعب.
فكرة الانعزال عن الشعب فى مساجد وساحات، لم تكن لافتة للنظر أيام كانت الجماعة فى المعارضة، كانت الحجج أمنية أو غيره، لكنهم وهم فى السلطة ظلوا يصرون على الصلاة وحدهم، واليوم تزداد عزلتهم يسمعون بعضهم، يتبادلون أخبارا ويقدمون قصصا وحكايات لا علاقة لها بالواقع. الشعب خارج المعادلة.
وهذه العقلية كانت وماتزال تحكمهم كأنهم من طينة أخرى، وهو الأمر الذى دفع الشعب للابتعاد عنهم، والتصادم معهم. فى مصر وباقى الدول التى وجدوا فيها، وهى الأزمة التى لا يريد قيادات الجماعة الاعتراف بها. وهى التى دفعت ملايين ممن صوتوا للجماعة لأن يسحبوا تأييدهم بعد اكتشاف التعالى والاحتكار والفشل. هم اليوم لا يحسبون حساب الشعب لو فكروا فى العودة إلى السياسة، وهم مازالوا ينعزلون فى ساحاتهم، لا يشاركون الشعب أعياده، ولا صلواته. ويصرون على العيش فى جيتو الجماعة.
قد تنتهى الأزمة الحالية، ويخرج الإخوان من عزلتهم، لكنهم لم يطرحوا سؤالا مهما، وهم يتحدثون عن سياسة وحكم وجماهير، هم أنفسهم يبتعدون عنها، ويصرون على البقاء فى عزلتهم ضمن حكاياتهم وأحلامهم وأوهامهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة