لعل من تفرج على جماعة الإخوان وملحقاتها أيام السلطة، يعرف حالة الغرور المخلوط بالذكاء الفائق التى تميزهم. حيث احتفظت الجماعة وملحقاتها بذكاء يكفى الكرة الأرضية، ويفيض على الكواكب الأخرى. وبفضل هذا الذكاء، نجحت الجماعة فى اكتساب العداوات مع الأصدقاء قبل الأعداء. ويستمر الغرور بشكل عابر للحدود، والقوميات والإشاعات والمداهنات. وتواصل الجماعة تألقها بشكل يخرجها من الواقع إلى العبث، واللامعقول واللامحسوس.
نقول هذا بمناسبة الزوبعة التى أثارها بعض رجال الجماعة وحزبها، والتى تبدو ضمن المناورات المتوازية، التى لاتقول شيئاً، وإن كانت تقول كلاماً. فالجماعة تعانى من أسابيع، حالة إنكار تستدعى علاجاً نفسياً، وطبيباً عقلياً، إنكار للشعب ووجوده، وغرور صور لهم أن الولايات المتحدة سوف تتدخل من أجلهم، ومازال هناك من يظن ذلك.
ولهذا دخلنا فى حالة من نفى النفى، وتراجع التراجع، كتب الأستاذ حمزة زوبع المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة، مقالا ظاهره الاعتراف بالخطأ، وباطنه المغالطة والخلط بين الحاجات. يعترف بالخطأ، ويغلف الاعتراف بخليط آخر من التبريرات عن الإفشال والمؤامرة وخلافه. يعترف بالانفراد بالسلطة، وبالغضب الشعبى، لكنه يلغيه بالتحدث عن ناس كانت تلعب وخلافه، الدكتور حمزة يتحدث عن جماعته المقدسة، ولا يرى أن الجماعة كانت أساس المشكلة، وأن الناس الذين انتخبوا مرسى لم ينتخبوا معه جماعته ولا إرشاده ولا تنظيمه الدولى. لكنه فى النهاية يقول كلاماً فيه رائحة الاعتذار، وقدم مبادرة خالية من المبادرة.
ومع هذا فقد سارع متحدث رسمى آخر، ليلقى تراباً على اعتذار المتحدث الأول، وظهر جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان على خشبة المسرح، ليعلن أنهم يرفضون أى اعتذار، ويصرون إلحاحاً على عودة مرسيهم وجماعتهم وإرشادهم ويادار ما دخلك شر. جهاد كان مختصاً بالحديث للخارج باللغة الأجنبية الفصحى، لظنه أن الخارج أهم، وأن الشعب ليس مهما، عاد ليتحدث إلى المصريين لكنه تمسك بنفس الغرور والصلف الذى لا أحد يعرف من أين أتى به، وأصر على كل الطلبات والمشاريب. لأنه مصاب بأمراض الجماعة، الإنكار والتصريح اللا إرادى للخارج، وغياب الإدراك السياسى والنفسى، حيث لا يرى أن مشكلتهم مع الشعب، وأنه وجماعته التى يتحدث باسمها، لو عادوا سيجدون أنفسهم فى مواجهة شعب لا يعرفونه ولا يهتمون به، شعب تصورهم بشرا ووجدهم مافيا.
لكن واضح أن زوبع لم يستأذن جهاد، مع أن كلاهما متحدث رسمى نظمى، لكن الحزب طبعاً «مايعلاش» على الجماعة، وجهاد يرى أن حمزة، صنع زوبعة فى فنجان الذات المنتفخة، وربما يتسبب هذا فى انهيار الكذبة التى يروجها جهاد، وباقى فلول الجماعة، أن النصر سيأتيهم من الخارج، ويوهم ممولى الجماعة ورعاتها أنهم فى طريق إعادة مالا يعود، وبالتالى سارع إلى نسف مبادرة زوبع، متحدثا بنفس الأسلوب الذى يعتبر الشعب غير موجود، وأن جماعته تواجه أعداء وكفاراً، سوف يواجههم الغزاة من الخارج.. و«إذا كان المتحدث رسمى فالمستمع شعب».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة