فى درس اللغة الإنجليزية فى المرحلة الإعدادية عن راعى الغنم الصغير الذى استغاث بأهل القرية لإنقاذ القطيع من الذئب ثم اكتشف الأهل فى المرة الثالثة من نداء الاستغاثة للراعى أنه يلهو ويعبث ويحاول بهذا اللهو أن يقضى وقته بعيداً عن الملل ولم يكن هناك ذئب يهاجم الغنم. وفى المرة التى جاء فيها الذئب ليهاجم الغنم بالفعل ونزل الراعى ليستغيث بأهل القرية استخفوا به ولم يهتموا باستغاثته لإنقاذ غنمه وتركوها فريسة للذئب الجائع، وقال له أهل القرية فى صوت واحد: «لا أحد يصدق الكذاب». ومقولة أهل القرية صارت مثلاً نردده حتى الآن لأشباه راعى الغنم الكذاب، الذى لم يمنح الناس فرصة لتصديق أفعاله وأقواله حتى حانت لحظة الحقيقة التى لا يشفع لها الاستجداء أو الاستغاثة. حالة راعى الغنم أراها تنطبق على المتحدث باسم ما يسمى حزب «الحرية والعدالة» الذى كان ذراعاً سياسياً لجماعة الإخوان قبل ثورة 30 يونيو والإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى وأهله وعشيرته، فقد خرج علينا السيد حمزة «زوبع» المتحدث الإعلامى لما تبقى من حزب الجماعة ليعترف بشكل مفاجئ أنهم أخطأوا فى حكم مصر وأن رئيسهم المعزول كان حاكما ضعيفاً وأنهم يأملون أن يتقبلهم الشعب ويغفر لهم «خطاياهم» و«جرائمهم» وممارساتهم المستمرة فى إرهاب الشعب وترويعه.
ربما لم يوضح لنا السيد «زوبع» باسم من يتحدث ويعترف ويعتذر»؟ باسم الجماعة الإرهابية وقادتها فى السجن؟ أم باسم العريان الهارب الذى لا يعترف ولا يعتذر ويطالب من مخبئه بعودة رئيسه المسجون والمتهم فى قضايا عديدة؟ أم يتحدث «زوبع» باسم جماعات الإرهاب والقتل فى سيناء أو أتباعها فى باقى محافظات مصر؟.
لا أحد سوف يصدق الكذاب.. فزوبعة زوبع لن يتعامل معها أحد بجدية لأن ما قاله لا ينسجم وأفعال فلول الجماعة على الأرض وأكاذيبهم ودعوتهم المستمرة للتحريض على العنف والإرهاب ومنح الغطاء السياسى للجماعات الإرهابية، فهى مناورة سياسية لا أكثر ومحاولة لتشتيت الجهود وإرباك المشهد السياسى بمبادرات غير صادقة النوايا ولا تعبر إلا عن من أطلقها فقط وليس عن جموع قيادات الجماعة وأنصارها. فهل يستطيع زوبع أن يوقف مسيرات العنف الأسبوعية ويقنع أنصار الجماعة بالاعتراف بثورة يونيو وقبولهم بخارطة الطريق وبمبدأ المساءلة والمحاسبة لكل من أجرم فى حق الشعب من الجماعة وأتباعها قبل التفكير فى إمكانية قبول الجماعة فى المجتمع وفى العمل السياسى مرة أخرى، أم أن «لا أحد يصدق الكذاب»؟