وسط مشاغل الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لن ينصرف عن شكوى ابن من أبنائه الذين يدرسون فى التعليم الأزهرى، ولن ينصرف عن شكوى لولى أمر هذا الطالب الذى يكد من أجل أن يرى ولده متفوقا فى التعليم ثم يصبح بعد تخرجه زادا لوطنه ونفسه وعائلته.
الشكوى تلقيتها من ولى أمر لم يجد إلا الصحافة متنفسا له، ووسيلة يمكن من خلالها أن يعرفها شيخنا الجليل الذى يسعى إلى أن يعيد للأزهر بريقه العالمى كمنبر منارة للدين والعلم، وإليه يأتى الطلاب من شتى بقاع الأرض للدراسة، ثم يعودوا إلى بلادهم حاملين شهادته بكل فخر، وكتبت من قبل عما سمعته من طالب من السنغال كان يدرس فى الأزهر، وحكى لى أنه وزملاءه حين يعودون إلى بلادهم حاملين شهادة الأزهر يتعامل معه الناس هناك كصاحب مقام رفيع، ويلجأون إليه كمفت يحمل العلم الدينى من أرفع الجهات التى تدرسه.
لكل هذه الاعتبارات أنقل شكوى ولى الأمر، وبقدر ما تخصه هو وابنه، إلا أنها تحمل شكوى بعض طلاب الثانوية الذين يتخرجون كل عام من هذه المرحلة للانتقال إلى الدراسة بجامعة الأزهر، حيث يرون أنهم حصلوا على مجموع أقل مما يتوقعون، وربما لا تكون لهذه الشكوى قيمة، والفيصل فى ذلك هو استثمار الطالب لما سمح به القانون له، حيث يتقدم بتظلم فى المواد التى يرى أنه حصل فيها على درجات أقل من توقعه، وذلك مقابل رسم قدره مائة جنيه عن المادة الواحدة، وتلك هى الوسيلة القانونية المسموح بها التى يلجأ إليها الطالب وولى أمره أملا فى حصوله على حقه إذا كان له بالفعل حق، وبمقتضى ذلك يتم إعادة النظر فى ورقة الإجابة للطالب، والقاعدة الصحيحة أنه إذا كان للطالب حق يحصل عليه فورا، لأن هذه الوسيلة متبعة كى تكون فى صف الطالب إذا كان مظلوما، وليس لإخفاء خطأ المصحح إذا كان مخطئا.
وعملا بالقانون قام ولى أمر الطالب عمر محمد محمد عبدالرحمن الحاصل على الثانوية من معهد الثانوية الأزهرية بقرية كفر النخلة مركز طوخ محافظة القليوبية، ويحمل رقم جلوس 101606، بتقديم تظلم لابنه من الدرجات التى حصل عليها فى مادتى الكيمياء والإنجليزى، ودفع الرسوم المقررة طبقا للقانون، وظل منتظرا حتى أخبروه بأن ليس له درجات إضافية، وأن ما حصل عليه هو درجاته الفعلية.
المشكلة أن هذا حدث دون أن يحضر ولى الأمر، ودون أن يحضر الطالب، وهو ما يتنافى مع القانون، مما قد يدفع إلى الشكوك لدى من يلجأ إلى هذه الوسيلة، التى تتم فى غيبة عن صاحب التظلم والذى لا يعرف كيف بدأت، وكيف انتهت.
تعبير «ملكمش درجات» الذى يتم إبلاغه من المعنيين إلى المتظلمين ومنهم الطالب عمر محمد محمد عبدالرحمن، قد يكون صحيحا، لكن لماذا يتم فى غيبة المتضرر حتى يكون الأمر حاسما وفاصلا له، وينهى أى نوع من الشكوك لدى الطالب وولى أمره وكل أسرته.
القضية يحملها ولى أمر الطالب متمنيا أن تجد مسارها الصحيح، وبالرغم من إدراكه لمشاغل شيخ الأزهر إلا أنه لم يجد غيره ملجأ ثقة فى عدالته.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة