ساعات قليلة هى عمر التحرك لفض اعتصام رابعة العدوية شكلت الفاصل الزمنى بين تلك المرحلة التى كان فيها شباب وقيادات الإخوان لا ينطقون اسم البرادعى إلا مسبوقاً بمصطلحات الخائن، وبين نفس هؤلاء الشباب والقيادات وهم لا ينطقون اسم البرادعى إلا ملحوقاً بكلمات كثيرة عن احترامه وانسانيته ووطنيته ومحاولة دفعه للمشهد السياسى مرة أخرى عنداً فى أنصار ثورة يونيو، وباعتباره الرجل الذى فضح السيسى خصم الإخوان الأول.
تغير خطاب الإخوان شباباً وشيوخاً وقادة فى التعامل مع البرادعى وإعادة تنظيف صورته أمام جمهور تيار الإسلام السياسى لم تتوقف عند مرحلة التهليل للرجل على صفحات الفيس بوك أو الإشادة به من قبل محللى الأجر المدفوع على قناة الجزيرة، بل لحق بالأمر تدخل أمريكى سريع فى محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين الإخوان والبرادعى على خلفية وجود الثنائى الآن فيما يشبه المركب الواحد، تميهداً لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة مايسميه الإخوان والأمريكان انقلاباً عسكرياً على سلطة الإخوان.
الجبهة التى تتشكل برعاية أمريكية تتمثل تحركاتها فى حشد دعم غربى ضد السلطة القائمة فى مصر الآن تحت مظلة حقوق الإنسان والترويج لما تم فى رابعة على أنه مذابح تصفية للإخوان، وتدفع بعض الجهات الأمريكية بالإضافة إلى مبعوث الاتحاد الأوروبى «برناردينو ليون» إلى التفكير والتخطيط لتطوير هذه الجبهة فى شكل تحالف سياسى جديد بين بقايا تنظيم الإخوان وبعض التيارات الغاضبة من سلطة مابعد 30 يونيو كداعمين وأنصار وبين الدكتور محمد البرادعى كمرشح رئاسى فى الانتخابات المقبلة.
وقد تم التأكيد على إمكانية حدوث ذلك بالعودة إلى حوار البرادعى مع جريدة الشرق الأوسط فى أوائل شهر أغسطس، وهو الحوار الذى لم ينف البرادعى خلاله إمكانية الترشح لرئاسة الجمهورية مكتفيا بالقول: «آمل ألا تكون علىّ ضغوط، وآمل أن أقاوم أى ضغوط للترشح إلى الرئاسة».
الوساطة فى تشكيل هذه الجبهة قائم عليها وبشكل مباشر مبعوث الاتحاد الأوربى لمصر «برناردينو ليون» الذى سبق وكشف عن رضا الدكتور محمد البرادعى حينما كان نائبا لرئيس الجمهورية بالجلوس والتفاوض مع الإخوان، وقال «ليون» لصحيفة واشنطن بوست»: الدكتور محمد البرادعى أظهر تعاوناً كبيراً مع التصورات الأمريكية والأوروبية لحل أزمة الإخوان وأظهر دعمه للاتفاق، ولكنه لم يستطع اقناع وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى.
تصريحات ليون عن قبول البرادعى للفكرة فى شكلها الأولى دفعت إلى تطور التصور الأمريكية حول الجمع مابين بقايا الإخوان والبرادعى وتحويله إلى واقع كشف عنه اللواء سامح سيف اليزل، حينما تحدث عن لقاء جمع الدكتور البرادعى وأحد قيادات التنظيم الدولى فى بروكسل منتصف أغسطس الماضى، وهو اللقاء الذى لم يتم نفيه حتى الآن لا من قبل البرادعى ولا من قبل الإخوان، ومع تطور السعى الأمريكى والأوروبى لتقريب المسافات بين القوى والأشخاص الذين يتمتعون باتفاق فى الخصومة مع السلطة القائمة فى مصر الآن، علمت «اليوم السابع» أن الدكتور محمد البرادعى تلقى خلال الأيام الماضية رسالة من القيادى الإخوانى المقيم فى لندن جمعة أمين والذى وصفته صحيفة ديلى تليجراف بالمرشد الفعلى للإخوان، بعض المقربين وصفوا الرسالة بأنها تندرج تحت بند تلطيف الأجواء، وتحمل تحية وتقديرا للدكتور البرادعى على دوره الوطنى وموقفه النبيل من قضية فض اعتصام رابعة، وتؤكد على أن نص استقالته سيظل شهادة الحق التى يمتن لها الإخوان وشوكة العدل الذى تلطخ ثوب انقلاب 30 يونيو، ولم تخل الرسالة من بعض الكلمات التى تذكر البرادعى بأن التعاون لخدمة الوطن هو أسمى أهداف الجماعة، وقد تم التعبير عن ذلك فى صورة واقعية حينما دعم شباب الجماعة الدكتور البرادعى بعد عودته من الخارج فى ظل وجود نظام مبارك، واختتمت الرسالة بدعوة البرادعى للاستمرار فى طريقه الوطنى، وأن باب الجماعة وشبابها وقياداتها جاهزون للتعاون فى أى لحظة طالما يصب الأمر فى خدمة الوطن.
محمد الدسوقى رشدى
تفاصيل رسالة المرشد الفعلى للإخوان فى لندن للبرادعى
الجمعة، 13 سبتمبر 2013 11:24 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة