كريم عبد السلام

أعاجيب حزب الظلام.. «النور أحياناً»

الأحد، 15 سبتمبر 2013 11:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احترنا واحتار دليلنا مع حزب النور وممارساته ومراوغاته، وألاعيبه غير المفهومة أحيانا، والملغومة أحيانا أخرى والمشؤومة أحيانا ثالثة، فالحزب الذى يقدم نفسه على أنه واجهة مقبولة لإسلاميين تركوا العمل السرى، وقرروا المشاركة فى السيرك السياسى، تعانى قياداته من عدم ضبط مفاهيم العمل السياسى، وما تعنيه الحركة داخل السيرك السياسى.

وبينما بنى الحزب سمعته على أنه مخالف لسياسات الإخوان فور انحرافهم نحو الاستبداد، والانفراد بمقاليد السلطة وتجاهل إرادة المصريين، فاجأتنا قواعد الحزب باشتراكها فى اعتصامى رابعة والنهضة، وممارسة بعضها العنف جنبًا إلى جنب مع شركائهم الإخوانجية، دون أن يتحرك قيادات الحزب الذين كانوا بين توصيفين لا ثالث لهما، إما أنهم لا يعرفون ولا يسيطرون على حركة قواعدهم وأنصارهم فى الشارع، ومن ثم فهم قيادات غير شرعية، ولا وجود بذلك للحزب نفسه، وإما أنهم يقدمون خطابًا مزدوجًا يقوم على مخالفة إرهاب الإخوان ظاهرًا، والتواطؤ معه باطنًا.

وبينما اكتسب الحزب احترام وتقدير الغالبية الساحقة من الشعب المصرى التى خرجت ضد نظام الإخوان فى 30 يونيو وما بعدها، وظهر شريكًا فى المشهد المهيب لإعلان خارطة الطريق مع مختلف مؤسسات الدولة، فجعتنا قيادات الحزب بأخبار تواطئـها مع الإدارة الأمريكية وسفيرة جهنم آن باترسون فى التسجيلات التى سربت أجهزة بالدولة أخبارًا عنها، وتقضى بأن يعمل حزب النور على عرقلة تشكيل الحكومة الانتقالية حتى يحقق الإخوان أى إنجاز على الأرض من عينة الهجوم على الحرس الجمهورى.

وبينما أعلن الحزب عن مشاركته فى لجنة الخمسين لتعديل دستور 2012، جاءت مشاركته شوكة فى الحلق، وافتعالًا للأزمات، وتهديدًا بالانسحاب، وكأنه لا يريد المساهمة فى تعديل كوارث دستور الإخوان بقدر ما يريد شق الصف الوطنى الحالم بدستور عصرى لدولة مدنية ديمقراطية حديثة.

هل هذه الممارسات السابقة هى ملخص فهم قيادات النور للعمل السياسى؟ هل التلون والارتماء فى أحضان المخابرات الأمريكية ورعاية العنف والتطرف، ومحاولة البحث عن توكيل للتيار الإسلامى فى دنيا السياسة هى مسوغات النجاح فى الشارع المصرى؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة