الله يرحم أيام الخواجة فييرا الذى أعاد للزمالك أمجاد الزمن الجميل، وصنع فريقًا يلعب كرة جميلة ويفوز على أرضه وفى أدغال أفريقيا .. والله يسامح حلمي طولان الذى أعاد للزملكاوية الحزن والاكتئاب، وتوّج فشله بالفضيحة المدوية أمام الأهلى فى موقعة الجونة، وصنع بأخطائه الساذجة فريقًا عشوائيًا فاقدًا للحماس والحمية، ولا يشعر لاعبوه بالغيرة والخجل عندما تمطر الأهداف شباكهم، على كل صنف ولون، ورغم أننى زملكاوى حزين إلا أننى أقدم التهنئة للأهلى ومدربه محمد يوسف الذى تفوق على نفسه، واستحق أن يمثل مصر فى البطولة الأفريقية عن جدارة وكفاءة.
وكان آخره صبر الزمالك حلمى طولان الذى ارتكب أخطاء فنية فادحة فى التشكيل وإدارة المباراة، لا يرتكبها إلا حلمى طولان.
أولا: ركن أفضل لاعبيه أحمد حسن وحازم إمام ومحمد إبراهيم على الدكة، واللاعب الأخير هو فاكهة الزمالك والموهبة الفذة التى ظهرت فى السنوات الأخيرة، ولكن يبدو أن طولان يغار من نجوميته ووضعه فى دماغه منذ تولية المسئولية، وأصابه باليأس والإحباط والتفكير فى الهجرة، وعندما استعان باللاعبين الثلاثة فى الشوط الثانى قلبوا الموازين ولكن بعد فوات الأوان .. وهذا يؤكد أن طولان يختار التشكيل بالمزاج والهوى وليس الخبرة والكفاءة، ولا يدرك أنه يدرب فريقًا كبيرًا كان له شأن كبير فى الموسم الماضى، فأضاع روح الإصرار والعزيمة، وأعاد زمالك الهزائم والاستسلام واللامبالاة.
ثانيا : طولان كان بطئ التفكير طوال المباراة، ولم يتحرك ولو مرة واحدة لمواجهة خطة الأهلى بتهدئة رتم المباراة وتمويتها، ثم مفاجأة الزمالك بهجمة سريعة مدروسة تنتهى بهدف جميل، وترك فريقه يلعب بطريقة ارتجالية وعشوائية، ويدافع بطريقه تثير السخرية وهم يلهثون وراء لاعبى الأهلى بطرقة "حلق حوش" وليس الضغط على الخصم.
ثالثا: ترك شيكابالا يعيث فى الملعب فسادًا، ويتصدى لأربع ضربات حرة فى المنطقة الخطرة خارج الصندوق فيطيح بها خارج المرمى، ولم يمرر أو يسدد، وكاد أن يفسد المباراة بفصوله البايخة، ولم يجرؤ طولان على استبداله، وتذكروا معى أن زمالك الانتصارات فى العام الماضى لم يكن فيه شيكابالا، الذى لم يحقق للزمالك نصرًا أو بطولة، ولكن كما قلنا فالتشكيل يخضع للهوى والمزاج ومراكز القوى.
رابعًا: جاءت معظم أهداف الأهلى عن طريق قلبى الدفاع خصوصًا محمود فتح الله، ونصف الأهداف التى تدخل مرمى الزمالك فى السنوات الأخيرة تأتى عن طريقه، وتكرر الهدف الذى أحرزه أحمد عبد الظاهر عشر مرات على الأقل، عندما يقفز مدافع الزمالك لأسفل وهو مغمض العينين، ويترك المهاجم يسجل براحته ودون مضايقة، وطولان يتفرج ويشرب الماء الساقع دون أن يتحرك لسد الثغرة فتوالت الأهداف.
خامسًا: أحمد عبد الظاهر مهاجم الأهلى جاءته فرصة واحدة سجل منها هدفًا، وأحمد جعفر مهاجم الزمالك جاءته خمس فرص أضاعها جميعًا، والمصيبة الكبرى أن الزمالك لا يمتلك مهاجمًا سواه، مما يبشر بمستقبل مظلم لهجوم الفريق وعقم التهديف وتوالى الهزائم.
سادسًا: لم ينفذ الزمالك جملة واحدة تدربوا عليها، إلا فى الشوط الثانى عندما لعبوا بفكر فييرا الإبداعى وليس خطط طولان الفاشلة، نفس الجملة التى يحفظها حازم إمام من الناحية اليمنى من أيام فييرا، والاختراقات المؤثرة لمحمد إبراهيم التى تصنع أخطاء فى المنطقة السحرية للمرمى ويضيعها شيكابالا، أما خط وسط الزمالك فقد افتقد الروح والمهارة والخبرة وتلاعب بهم نجوم الأهلى كما أرادوا .
سابعا : أين ممدوح عباس رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك ، وهل يعتبر النادى العريق عزبة يمتلكها ولم يضف إليه لاعبًا جديداً، بينما الأندية الأخرى الغنية والفقيرة تدعم صفوفها وتعالج النقص، وفقد الزمالك نصف لاعبيه المهرة دون تعويض، فكانت النتيجة هى العودة لزمالك الهزائم والأزمات، ولم يتحرك رئيس النادى ولا مجلس إدارته لوقف النزيف وتصحيح الأخطاء.
فى النهاية أريد أن أقول باعتبارى زملكاوى مهموم، إن طولان لا يصلح لهذه المرحلة وخلق بينه وبين جمهور الزمالك سداً من الرفض وعم القبول، ولن ننسى له أبدًا أنه أضاف لرصيد الزمالك هزيمة تاريخية لا يمحوها الزمن على غرار " بيبو وبشير 6-1 ، وأن الزمالك فى حاجة إلى التدخل السريع والعاجل قبل أن يدكها الوايت نايتس فوق رؤوسكم.