يرفع سلفيون وإخوان غضبهم من قرار وزارة الأوقاف بوقف صلاة الجمعة فى الزوايا التى تقل مساحتها عن 80 متراً، يتحدث هؤلاء على غير الحقيقة بأن هذا غلق لبيوت الله، لكن السر يكمن فى أن هذه الزوايا يتم استثمارها فى أغراض سياسية خبيثة، ولو عدنا إلى دراسة الكثير من حالات التطرف والإرهاب، لوجدنا أنها بدأت خطواتها الأولى فى مثل هذه الأماكن التى تخرج عن سيطرة الدولة، ويتم فيها الخروج عن صحيح الدين إلى تأويله لمقاصد التكفير.
فى صلاة الجمعة، يكتسب المسجد الكبير المتسع بهاءه بحضور المصلين، ووجود خطيب مسجد متمكن من أدواته الخطابية بدرجة تؤدى إلى الفائدة العظيمة ممن يستمع إليه، وفى القرى بصفة خاصة، تكون صلاة الجمعة مناسبة عظيمة وكبيرة لالتقاء الناس بعضهم ببعض بصورة أشبه بيوم العيد، وتشمل هذه اللقاءات مناقشات عامة واقتراحات بحل المشاكل، مما يضفى على هذا اليوم قيمة عظيمة، وإذا كنا نريد أن نرهب أعداءنا بإظهار قوة حضورنا فى صلاة الجمعة، فكيف يتحقق ذلك فى وجود عشرة مصلين أو عشرين فى زاوية؟.
ومع انتشار بناء الزوايا الصغيرة فى السنوات الأخيرة، سحبت من رصيد الحضور فى المساجد الكبيرة، أضف إلى ذلك أن هذه الزوايا قد تجد نصيبها من خطباء غير مقتدرين، يعجزون عن التفريق بين الفعل الماضى والمضارع، ولا يملكون أى مواهب خطابية، ولعجزهم العلمى، يلجأون إلى تكدير المصلين، والحديث فى قشور الدين، ومع شيوع ظاهرة إطلاق اللحية فى السنوات الأخيرة، ربما تجد بعض أصحابها يتعاملون كما لو أنهم اكتسبوا ميزة تدفعهم إلى صعود المنبر، وإلقاء خطبة الجمعة دون أن يكون لديهم أى ملكات تؤهلهم لذلك، ومن السهل أن يرصد كل منا عشرات الأمثلة الدالة على هذا العيب الخطير، والذى يصنع فى نهاية المطاف كوارث حقيقية، أبرزها حصول المصلين على ثقافة دينية مشوهة قد تؤدى فى نهاية المطاف إلى زرع بذرة التطرف.
فى سياق هذه السلبيات، يستثمر سلفيون وإخوان الزوايا لأغراضهم السياسية، بدءا من خطباء جمعة ينتسبون إليهم، وهم لا يهمهم فى ذلك كثرة عدد المصلين، فيكفيهم بضع عشرات يحضرون كل جمعة، ولو كان أصحاب هذه الزوايا منهم يتحكمون فى إدارتها بشكل كامل، ويوما بعد يوم يلقى هذا الوضع بآثاره السلبية الكارثية، وإذا كان المطلوب ألا تخضع المساجد للتجاذبات السياسية حتى لا تتحول إلى ساحة خلاف قد تؤدى إلى مشاجرات، فكيف نترك الزوايا خارج هذا الأمر؟.
قرار وزير الأوقاف بإلغاء صلاة الجمعة فى الزوايا هو قرار صحيح، لكن لابد من استكماله بخطوات أخرى تتمثل فى رفع المستوى العلمى للدعاة، وأن يكونوا مؤهلين تأهيلا صحيحا لهذه المهمة الجليلة، تأهيل يعى معه خطيب المسجد بأن انتماءه إلى تيار سياسى معين، لا يعطيه رخصة بأن يستغل المنبر فى غير موضعه، مما يلقى بآثاره الضارة على المجتمع، ويأتى فى ذلك ضرورة أن تخضع كل المساجد لوزارة الأوقاف، فليس من الطبيعى أن نجد مسجداً يسيطر عليه إخوان، ومسجد آخر يسيطر عليه سلفيون، ومسجد يسيطر عليه جماعات إسلامية، وآخر يسيطر عليه ليبراليون، فتلك قسمة تؤدى فى النهاية إلى ضرب قيمة المسجد فى مقتل لأنه سيخضع لتأثير هذه القسمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Kh
نداء انساني
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ مفـروض عمـل دراسـة لكل مسـجد ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ مفـروض عمـل دراسـة لكل مسـجد ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد سعيد المصرى
أجسام الأفيال وعقول العصافير
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
بير السلم
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام النجار
خطبة موحدة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد العظيم سليمان
الثلاثة يشتغلونا
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
فلنتق الله فى انفسنا!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
Faten
الى رقم 7
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled libbo
الاخطر من ذلك