بالصوت والصورة، رفعت القوات المسلحة الغطاء عن المؤامرات التى تنفذها حماس ضد مصر وشعبها، والغريب أن قادتها وكوادرها فى غزة لم يشعروا بالخجل والعار ولم يبادروا بالاعتذار وإبداء حسن النويا والتعهد بالتعاون مع السلطات المصرية فى حربها المشروعة ضد الإرهاب، واستخدموا سلاح «اكذب ثم اكذب ثم اكذب فقد يصدقك الناس».. وانطلقوا فى الفضائيات الموالية لهم يهاجمون تارة ويدافعون تارة أخرى، غير مبالية بأن الصبر له حدود خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأمن مصر وسلامة شعبها ووحدة أراضيها وكرامتها الوطنية ، وأن الدولة الكبيرة التى ترتفع فوق الصغائر عندما سكتت عن كشف عناصرهم الإرهابية، كانت تستهدف الحفاظ على شعرة معاوية وعدم تعريتهم أمام الرأى العام، لكنهم – كعادتهم – لم يفهموا الرسالة ولم يدركوا أن مصر لن تترك المجرمين يفلتون من العقاب، ولن تسمح بالخيانة والتآمر واستباحة الحدود وتهريب الأسلحة وإيواء القتلة وغيرها من صور الاعتداء المتكررة التى حذرت منها مراراً وتكراراً.
جن جنون حماس بعد سقوط مرسى «بلفور العرب» الذى وعدهم بوطن قومى فى سيناء عوضاً عن أراضيهم التى تحتلها إسرائيل، وامتدت أصابعهم القذرة إلى اعتصامات رابعة والنهضة والمسيرات المسلحة فى شوارع القاهرة والمحافظات، وتسلحت الدولة المصرية بأقصى درجات ضبط النفس والكتمان، ولم تعلن – أيضا – شيئاً عن أسرار التحقيقات التى تدين حماس وكوادرها الإرهابية، حفاظاً على روابط الأخوة والعروبة والإسلام، وحتى لا تؤلب مشاعر المصريين ضد الفلسطينيين.. ولكن قادة حماس لم يفهموا – للمرة الثانية – الرسالة واستمروا فى تبجحهم وتضليلهم وخداعهم، وتستروا على الإرهابيين الذين فروا إلى غزة عبر الأنفاق، وتواطأ معهم مرسى وجماعته إما بتسليم الإرهابيين لحماس، أو بمنع الجيش والشرطة من ملاحقتهم، وإستمرت وجيعة الخيانة تنزف دما لدى الشعب المصرى كله عندما تسترت حماس على قتلة شهدائنا الأبرار فى رفح فى رمضان قبل الماضى، التى نفذتها عناصر جاءت من غزة، وتعمدت إخفاء الأدلة وطمس معالم الجريمة، وإنتشر قادتها فى وسائل الإعلام يروجون الشائعات والأكاذيب أحدهم يقول كلاما والآخر عكسه، والثالث ينفى، وتصور المجرمون أنهم سيفلتون من العقاب، وأننا شعب طيب وذاكرته ضعيفة وسوف ينسى ويضمد جراحه بمرور الوقت.
بالصوت والصورة رفعت القوات المسلحة الغطاء عن حماس جرائم الإرهابية، وبدلا من التعامل مع أدلة الاتهام بجدية وإحترام، لجأ قادتها إلى نفس الأسلحة الفاسدة التى اعتادوا استخدامها بإطلاق الأكاذيب والخداع والتمويه والتضليل، والبحث عن طرف ثالث أو لهو خفى – مثل الذى كان يبحث عنه مرسى الإخوان –، واتهموا فتح بالوقيعة بين الشعب المصرى والمقاومة الفلسطينية، ثم طوروا الهجوم فى اتجاه أن «جهاز أمن الدولة المنحل فى مصر يعاونه الأمن الوقائى الفلسطينى وعناصر إعلامية مصرية من المنتمين لنظام مبارك يديرون حملة لتشويه حماس». . وهكذا جعلوا القضية هى المؤامرة ضد حماس، وليس وقف جرائمهم الإرهابية والكشف عن القتلة والمجرمين والتعاون مع أجهزة الأمن المصرية فى حرب تطهير سيناء والكشف عما لديهم من معلومات.
بعد سقوط الأقنعة لن ينخدع أحد فى كلامهم مثل «مصر هى الشقيقة الكبرى وأمنها أمن فلسطين، وحدود مصر خط أحمر» و«نريد دليلا واحد على تورط عناصرنا فى الشأن المصرى» و«حماس تقدر تضحيات الشعب المصرى» وغير ذلك من العبارات الزائفة التى يتاجر بها أبوموسى ومشعل هنية وغيرهم.