قرية دلجا لمن لايعرفها تتبع مركز ديرمواس آخر مراكز المنيا جنوبا، تبعد عن القاهرة 320 كيلومترا، يبلغ عدد سكانها حوالى 120ألف نسمة، %12 منهم أقباط تقريبا، عاشت القرية فى تآخ ومحبة، حتى ثمانينيات القرن الماضى.. حينما ظهرت الجماعات الإسلامية، وشنت تلك الجماعات حربا على الدولة المصرية، فى تلك الفترة كانت قرى مركزى ملوى وديرمواس «مشتل» لتلك الجماعات، لكن بعد انحسار الموجة الأولى من الإرهاب بعد حادث الأقصر الشهير توقف الإرهاب فى تلك الأماكن التى كانت مرتعا للجماعة الإسلامية، لكن الإرهاب عاد يطل برأسه من جديد بعد أن اعتلى د.محمد مرسى سدة الرئاسة، وعرفت القرية حزب الحرية والعدالة، وتركز فيها الإخوان والسلفيون، وعاد الأقباط يسمعون سبهم من الزوايا، وشهدت القرية افتتاح موسم «الفتنة الطائفية» حينما قامت مجموعة من أعضاء الإخوان بالقرية بافتعال مشكلة حول سور كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك فى يوليو 2012، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الأسبوع الماضى مرورا بـ30 يونيو ووصولا لفض البؤر الإرهابية فى رابعة والنهضة، لا يوجد مسيحى بالقرية لم يهان أو يعتدى عليه أو على ممتلكاته أو يدفع «جزية»، ناهيك عن حرق كنيسة أثرية من القرن الرابع الميلادى «كنيسة العذراء ودير الأنبا إبرام» وحرق كنيسة مارجرجس، وحرق ونهب بيت خدمات ومنزل الكاهن أيوب مجدى راعى كنيسة مارجرجس للأقباط الكاثوليك، إضافة لحرق كنيسة الإصلاح والكنيسة الإنجيلية بالقرية، وذبح إسكندر طوسو السحلة والتمثيل بجثته، وخطف وقتل هانى شفيق، وخطف حنين عبدالله زكى والإفراج عنه مقابل 80 ألف جنيه، والتهجير القسرى لـ107أسر، عاش المسيحيون فى حماية الله وبعض جيرانهم من المسلمين، والغريب أن قوات الأمن كانت تعرف كل شىء!!وبالطبع كان وراء كل ذلك الإرهابى عاصم عبدالماجد والذى هرب قبل الاقتحام.. ومازال البحث جاريا عنه. بالطبع الحل الأمنى وحده لا ينفع، ولابد من تنمية هذه القرية، رغم أن سكانها 120ألفا إلا أن حيازتها الزراعية لا تزيد عن 500 فدان، وبها 83 مسجدا وزاوية، وخمسة كنائس، وأكثر من 50مقهى وصالة بلياردو، ولا يوجد بها مستشفى!!
لا يوجد بها مجتمع أهلى، ولا وجود للأحزاب سوى الدينية منها، وتشكل الأمية أكثر من %50 وتبلغ نسبة التسرب من التعليم أكثر من %40، ولماذا لا والطفل يكسب 50جنيها يوميا من جمع الزجاج والعضم، وحتى من تعلم جاهل بشكل أو بآخر، ويكفى أن يكون فى مقدمة المحرضين على الفتنة صيدلى وطبيب!! نحن أمام قرية نموذجية للتعصب والإرهاب، وهى وماشابهها من قرى الصعيد مظلومة، منسية، ومن لايزرع التنمية يحصد الإرهاب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة