وصلت الوقاحة ذروتها عندما تزعم قناة الجزيرة أن شهيد الشرطة فى كرداسة اللواء نبيل فراج قُتل برصاص زملائه، لأنه رفض المشاركة فى اقتحام كرداسة، ومرة أخرى تزعم أن سقوطه على الأرض كان تمثيلية ووضع كيس دم على ملابسه، وللأسف الشديد يروج لهذه الجرائم متحدثين يتم اختيارهم بدقة لأداء مهمة تشويه كل ما يحدث فى مصر، مستخدمين أقصى درجات الاستفزاز وقلب الحقائق، ولا أدرى بالضبط لماذا تكره هذه الفضائية المجرمة مصر إلى هذا الحد، ولماذا الغل والضغائن والتآمر بعيداً عن أدنى درجات الحياد الإعلامى، وأقسم بالله أن الدماء تغلى فى رأسى كلما شاهدتها بالصدفة، لأنها تجلب الضيق من حجم الأكاذيب والافتراءات والضلالات غير المسبوقة فى أى وسيلة إعلامية، وأسأل نفسى: هل أصبحت مصر عقدة الجزيرة إلى هذه الدرجة؟
أشعر بالشفقة على المذيعين والمذيعات والضيوف وهم يبتذلون الكلام، ويتحركون كالدمى الخشبية على مسرح العرائس، لغرس السموم فى جسد هذا الوطن المحترم الذى يرتفع فوق الصغائر.. ويتحدثون بعنجهية وكأنهم أوصياء على مصر وشعبها، ويختارون من يحكمها ويساندون الإرهاب الأسود ويدعمون الفوضى والتخريب ويختطفون الوعى، ويتوهمون أنه بمقدورها أن يغيروا الأوضاع على أرض الواقع ويعيدوا المعزول مرسى وعصابته، وتسلط الجزيرة كاميراتها على تظاهرات هزيلة طوال الليل والنهار، وتلعب بالفوتوشوب حتى يبدو أن مصر كلها تتظاهر لعودة الشرعية المزعومة، ولا ترى أبداً عودة الروح للمصريين بعدإسترجاع مصر وعزل مرسى ورحيل الإخوان.
فاض الكيل من الجزيرة ومن يرعاها ويحرضها على مصر وشعبها وثورتها، فلا حياد ولا موضوعية ولا قيم أو أخلاقيات، ولا يراعون الله فى هذا البلد بإسم العروبة والإسلام، ولا يدركون أنه أكبر بكثير من مؤامراتهم الصغيرة، وأن الشعب كله خرج فى جنازة الشهيد يصرخ بأعلى صوته "لا إله إلا الله، الإرهاب عدو الله"، وكل ما يعنيهم أن تحترق مصر بنيران الحرب الأهلية ليستدفئوا عليها، ولكنها بإذن الله سوف تحرقهم.