سعيد الشحات

عملنا أفضل من وديعة قطر وغيرها

السبت، 21 سبتمبر 2013 06:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حقنا أن نقدم التحية للحكومة فى خطوتها بسداد المليارى دولار لقطر، والتى كانت أودعتها فى البنك المركزى المصرى كوديعة قصيرة الأجل، هذا القرار يتخطى ما هو اقتصادى إلى ما هو سياسى، ويصب فى سكة احترام الدولة لذاتها وقرارها السياسى.
القرار وطبقا لتصريحات هشام رامز، محافظ البنك المركزى، جاء على خلفية تأجيل الحكومة القطرية لتنفيذ تحويل المليارى دولار إلى سندات خلال الأسبوع الجارى، كما سبق أن وقعت مع مصر بهذا الشأن وهو ما لا يتناسب مع البنك المركزى.
الأمور على هذا النحو تأتى كنتيجة عملية للتحولات التى شهدتها مصر بعد ثورة 30 يونيو، وسقوط حكم «الأهل والعشيرة» المسنود بقوة من قطر، غير أن القصة كلها تنقلنا إلى مجال أهم فيما يخص مصر واقتصادها وسياستها وكرامتها، وعن ذلك كتبت منذ شهور فى هذه المساحة، وأثناء حكم مرسى تعليقا على «وديعة قطر»، وكذلك اندفاع حكومة مرسى نحو قرض صندوق النقد الدولى، ووقتها كان مؤيدو مرسى يتدافعون فى ذكر محاسن «الوديعة» و«القرض»، وكأن مصر لن يصنعها إلا تلك الخطوات الاقتصادية، أقول ذلك متمنيا اليوم الذى لا نحتاج فيه قروضا من أى دولة أخرى، وإلى نص ما كتبته:
لا أعرف دولة واحدة فى العالم تريد النهوض والاستقلال وتطمئن إلى المستقبل، تتباهى بحجم القروض والمنح التى تمنحها دول أخرى لها. قررت الحكومة القطرية مضاعفة حجم الحزم الخاصة بدعم الاقتصاد المصرى إلى 5 مليارات دولار، بزيادة 2.5 مليار دولار، وقررت زيادة قيمة المنحة التى لا ترد من 500 مليون دولار إلى مليار دولار، وزيادة حجم وديعتها فى البنك المركزى من مليارى دولار إلى 4 مليارات دولار، وأشارت الرئاسة إلى أن صندوق النقد الدولى فى طريقه إلى تنفيذ القرض الذى يتم التباحث بشأنه منذ شهور، وأن دفعته الأولى ربما يتم صرفها فى شهر إبريل (الماضى).
لا شىء مما سبق يبعث إلى البهجة، مع التقدير الكامل لمبدأ القروض والمنح والمساعدات بين الدول، لكن هناك فرقا بين دول تتمتع باقتصاد قوى، وقاعدة إنتاجية كبيرة وقوية، وتحصل على القروض لمزيد من تنميتها، ودول أخرى لا تملك قوت يومها، فتضطر إلى البحث عن المساعدات والقروض، بما يثقل كاهلها الاقتصادى، وتكون الأجيال القادمة هى الضحية.
الديون لا ترحم أحدا، والدولة التى تعطيك منحة أو قرضا لا تعطيه محبة لسواد عيونك، ومهما تحدث المسؤولون عن قرارهم السياسى المستقل فلا تصدقهم، لأنهم لن يستطيعوا فعل ذلك أمام دولة أعطتك قرضا، ومنحتك مساعدة.
ارفع رأسك حين يكون بمقدورك أن تمتلك قوت يومك. ارفع رأسك حين يكون بمقدورك أن تنتج سلعة تتباهى بها أمام دول العالم. ارفع رأسك حين تضع خطة إنتاجية محكمة يشعر بها الناس، فيكونون على استعداد لشد الحزام على بطونهم. ارفع رأسك حين تجد نظاما يتبنى مشروعا قوميا يعود بالنفع على الأجيال المقبلة. ارفع رأسك حين تجد نظاما حاكما يرعى الله فى شؤون خلقه، فيعمل من أجل التوزيع العادل للثروة، فيستفيد منها الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة. هل هناك شىء من هذا؟ للأسف لا يوجد، وهل هناك ملامح للبشرى فى المستقبل؟ نتمنى، وإلى أن يتحقق ذلك، فلنؤجل زفة الأفراح الكاذبة لأننا حصلنا على قرض من قطر، وسنحصل على قرض من صندوق النقد الدولى، فهؤلاء وغيرهم لا يمنحون محبة فى سواد عيوننا، وخذوا العبرة من تجارب دول أخرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة