«على الطلاق ما أنت نافع».. يظل بعض الآباء يقولون هذه الكلمة كثيرا لأحد أبنائهم حتى يفشل هذا الابن من كثرة ما يضغط عليه أبوه.. بعض الذين يراودهم حلم الترشح لرئاسة هذا البلد الكريم يبدون فعلا مثل الابن المدفوع للفشل بفعل الضغط والحشد من المحيطين به، أخشى أن يكون الفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق أحد هؤلاء.
فى رأيى يتحرك رئيس الأركان السابق، تحت تأثير قوتين دافعتين لهما تأثير السحر على أى إنسان مهما كان زاهدا، فالرجل تراوده نفسه وأحلامه عن المعانى الأسطورية الكامنة فى الجلوس على كسرى الحكم لأكبر دولة فى الشرق الأوسط، بالطبع إنه إحساس يدير الرأس ويجعل الحليم مشتاقا، القوة الثانية التى أتوقع أن يخضع لتأثيرها الفريق، هم أشخاص فيمن حوله يزينون له خطوة الترشح للرئاسة ويقنعونه بأنه الأجدر بها، بعضهم قد يحلف له على المصحف أن شعبيته ستجعله يربح من أول جولة، هؤلاء أعماهم الولاء للفريق عن رؤية الحقائق واستلهام الدروس والعبر من الماضى القريب، بعضهم الآخر يحلم فيما ينتظره شخصيا إذا ما ترشح الرجل وفاز.
أحترم حق الفريق عنان فى قراراته الخاصة، وأرى أنه أخطأ فى مواقف وتعجل فى قرارات، ولا يحق لأحد أن يشكك فى وطنيته، لكنى أنقل ما يدور فى الشارع وبين الناس من مساجلات حول الرئيس القادم، بعضها يخضع للمنطق والآخر تتداخل فيه المشاعر الحماسية مع نقص المعلومات مع الإحباطات المتكررة على مدار 3 سنوات من أحلام التغيير التى تتبخر، الناس يا سيادة الفريق لم يعودوا يبحثون عن الرئيس الذى يعرفونه من قبل فقط، لكنهم أيضا يسألون عما قدمه ويريد أن يقدمه، وما يستطيع أن ينفذه، كثيرون يفضلونه عسكريا، لكنه ليس أنت بالضرورة يا سيادة الفريق، فتقديرهم لدور المجلس العسكرى، لا يعنى تغاضيهم عن الأخطاء وسوء الإدارة والتباطؤ، ليس أنت بالضرورة لأننى من قبل وحتى الآن وربما فى المستقبل لا أرى لك برنامجا سوى التقرب للعائلات والتحالفات القبلية وجس النبض القائم على العصبية، من يزينون لك الترشح لا ينظرون أبعد من ظلالهم على الأرض، فقرارك قد يخصم من رصيد الثورة والجيش معا وسنكون حينها أمام تجربة فاشلة أخرى.