من المستحيل أن نحصل على حلول لجميع مشاكلنا المتراكمة خاصة ونحن نحاول دائما أن نحلها جميعا فى وقت واحد. لذلك فمشاكلنا تنتشر وتتسع وتستمر جيلا وراء جيل وزيرا وراء وزير وفى كل القطاعات وفى جميع الوزارات مشاكل فى التعليم، الصحة، التموين، البترول، الإسكان…إلخ. لا يمكن أن تجد بابا إلا وخلفه آلاف الملفات والمصائب والعقبات التى تجعل من أى فذ عبقرى إنسانا تائها غبيا. ويبقى السبب الوحيد لبقاء الوزير أو المسؤول فى مكانه هو حفاظه على المستوى المعتاد من خدمات الحكومة السيئة وعدم الوقوع بها تماما لضمان رضا المواطنين. مع سرعة رده على الأسئلة الإعلامية والتساؤلات الشعبية وأن يكون رده بشوشا يبشر ولا ينفر على وزن (هناك خطة سريعة للقضاء على المشكلة أو نعمل على حلها وسيشعر المواطن بالتحسن خلال أيام، وهذه المسكنات العقلية التى لا تحل ولا تفيد). وأتصور أن على كل وزير أن يحدد مشكلة واحدة أو اثنتين على أعلى تقدير ليعمل على حلهما ويكون مسؤولا أمام حكومته وشعبه على تقديم استراتيجية وخطة تنفيذية والوصول بهما إلى نتائج وأهداف ولا مجال هنا للتعويم أو عمل البحر طحينة. ولكننا نخدع أنفسنا حينما ننتظر أن يحل الوزير كل مشاكل وزارته المئوية عددا وسنا ونخدع أنفسنا أكثر كلما صدقنا كلامه المبشر فى حل كل المصائب. خاصة أن أعمار الوزراء قصيرة جدا على الكراسى الآن ولا تسمع بخطط طويلة المدى بل قل إنها تجبرهم على التسيير ونسيان التغيير ولذلك علينا أن نسهلها عليهم قليلا وليختر كل وزير مشكلة فى وزارته ويعمل على حلها مع الاستمرار فى إدارة الشؤون الأخرى بدون إهمال فالمشرحة لا تحتمل المزيد. وعلى الدولة أن تخصص التمويل المالى والدعم اللازم لتنفيذ استراتيجية الوزير مع الوضع فى الاعتبار محاسبته فى حالة الفشل ومكافأته فى حالة النجاح وأن تلتزم الحكومة بالضغط على كافة الجهات المعنية بتلك المشكلات حتى تقوم بدورها بشكل محدد وصحيح أما سياسة «أى حد يعمل أى حاجة» التى تنتهجها الحكومات فى حل مشاكلنا فلن تجنى إلا مزيدا من التعثر والكبوات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة