كنت ضيفا على إحدى القنوات الفضائية المصرية بعد ساعات من وقوع الهجوم الإرهابى على أحد مراكز التسوق فى العاصمة الكينية نيروبى والذى راح ضحيته نحو 70 شخصا وأعلنت حركة شباب المجاهدين الصومالية مسؤوليتها عنه، وقلت أن هذا الحادث سيكون فصل البيان فى تغيير بوصلة الموقف الأمريكى وإدارة أوباما من ثورة يونيو، بعد أن طال الإرهاب مواطنين أمريكيين أوروبيين فى الحادث الإرهابى من حركة تنتمى فكرا وتنظيما لجماعة الإخوان التى دعمتها إدارة أوباما حتى بعد سقوط مرسى واتخذت موقفا معاديا لإرادة الشعب فى 30 يونيو ولم تعترف بها بعد صدمة سقوط نظام الإخوان فى مصر.
وبالأمس أيضا نشر موقع وورلد دايلى نت شهادة محقق وزارة الخارجية الأمريكية ببنغازي الذى يبحث فى الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازى الذى وقع فى سبتمبر 2102 وخلال حكم مرسى والإخوان، وأكد على صلة مصر بهذا الحادث. ليؤكد من جديد أن الإدارة الأمريكية لم تكن ترعى إلا جماعة إرهابية لها أذرع وأياد فى كل مكان فى العالم ومعروفة بتاريخها الإجرامى. لذلك لم يفاجئنى التراجع اللافت فى الموقف الأمريكى وأوباما خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما اعترف وبشكل صريح بأن الحكومة المؤقتة التى تولت أمور البلاد بعد 30 يونيو استجابت لرغبات الملايين من المصريين الذين آمنوا بأن الثورة اتخذت مسارا خاطئا وأن محمد مرسى كان رئيسا منتخبا ديمقراطيا لكنه أثبت عدم النية وعدم القدرة على الحكم بشكل كامل وشامل. نفى أوباما تهمة دعمه للإخوان فى السنوات الماضية وحتى بعد صعودهم للحكم وتحجج بالمصلحة الأمريكية التى تسعى لتشجيع حكومة تعكس بشكل شرعى إرداة الشعب المصرى وتدرك أن الديمقراطية الحقيقة تتطلب احترام حقوق الأقليات والقانون وحرية التعبير حرية التجمع وتتطلب مجتمع مدنى قوى، ومازالت هذه هى اهتماماتنا حتى اليوم. وأكد أوباما أيضا بأن الولايات المتحدة سوف تستمر فى علاقاتها البناءة مع الحكومة المؤقتة التى تؤيد مصالح جوهرية مثل كامب ديفيد ومكافحة الإرهاب.
كلمة أوباما تعنى أن مصر تسير فى الطريق الصحيح وأن إرادة الشعب فى 30 يونيو كسرت كل التابوهات وحطمت الأوهام والأحلام الأمريكية فى إعادة تقسيم المنطقة من خلال حكم الإخوان فى مصر وتنفيذ المخططات الإقليمية على حساب دور وثقل مصر. وكل ما نرجوه أن تكون الرسالة وصلت للإخوان فى الداخل والخارج ولا يستمروا فى غبائهم السياسى، فأوباما سوف يتجرع مراراة هزيمته فى مصر لكنه لن يتنازل عن المصالح الاستراتيجية الأمريكية.