السيد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.. بعد التحيات والإشادات والكثير من الكلام المعسول، وقصائد المدح التى تتلوها عليك يوميا فضائيات وبرامج آخر الليل.. هل تسمح لى بأن أعكر عليك صفحة نهر الود المتبادل بينك وبين مقدمى برامج التوك شو، ورموز الأحزاب السياسية، وأذكركم بأن الأصل فى الحدوتة كلها يقول بأن الشرطة فى خدمة الشعب، ومن أقسم يمينه على خدمة الشعب، لا يجوز له أبدا أن ينتهك كرامة الشعب، أو يعتدى بدون وجه حق على أحد أفراد الشعب، ولا تشفع له عينه الساهرة على حماية الوطن، أو روحه التى يضحى بها فى المواجهات مع البلطجية والإرهابيين بأن يمد يده لتعذيب مواطن، أو ضرب مواطن على «قفاه» أيا كانت تهمته وأيا كان جرمه.
ياسيادة الوزير ألم يصلك نبأ حقوق الإنسان، ألم تخبرك سيرة الأولين من أهل وزارتك، بأن تفنن قيادات وضباط الوزراة فى انتهاك حرمات وحقوق المواطن المصرى على مدار سنوات طويلة، هى أصل الغضب الذى اشتعل فى نفوس المصريين، وفجر شرارة ثورة 25 يناير، وخلق كل هذا العداء بين الشعب والشرطة.
ألم تر دموع المصريين تفيض على اللواء نبيل فراج، وهى تشاهد لحظات استشهاده على الهواء مباشرة؟!، كيف يمكن للوزارة التى تشهد لأول مرة فى تاريخها كل هذا التقارب والدعم الشعبى، أن تضحى بكل شئ مقابل رغبة أمين شرطة مريض نفسى، أو ضابط شرطة يعانى عقدة نقص، لم يستطع تمالك نفسه، وقرر أن يضرب «بدوية» أحد المتهمين باقتحام قسم كرداسة على «قفاه» بعد إلقاء القبض عليه؟
فى مقطع الفيديو المنشور على موقع «video7» يظهر رجال الشرطة وبين أيديهم مستسلما أحد المتهمين باقتحام قسم كرداسة.. إرهابى وقاتل ومجرم صحيح، تتمنى لو أنك تشنقه بيدك صحيح، ولكنه سقط فى قبضة الشرطة مستسلما دون أى حركة مقاومة تذكر، ودور الشرطة أن تحمى المجتمع بالقانون لا بالانتقام أو بالتعذيب، أو على حسب مايمليه الهوى النفسى على ضباطها وأفرادها، الذين امتدت يد أحدهم فجأة أثناء فتح باب سيارة الترحيلات لتنتهك حق هذا المواطن المصرى، وتضربه على «قفاه» أمام الصحفيين والكاميرات، ليدفعنا هذا التصرف إلى السؤال التالى : إن كان هذا ماحدث أمام عدسات الكاميرات، فمالذى حدث للرجل داخل سيارة الترحيلات أو قسم الشرطة؟
القانون أولا ياسيادة الوزير، وفوق كل كتف، بغض النظر عمايحمله من نسور ودبابير، القانون أولا ياسيادة الوزير، لأنه طوق نجاتك فى زمن أصبح فيه المواطن المصرى جاهزا للتضحية بكل شئ من أجل كرامته وعزة نفسه، وإن خضع الكبير، فلن يخضع الصغير، أو يقبل بعودة الداخلية إلى سيرتها الأولى.
افتح ملف التحقيق فى هذه التجاوزات الصغيرة، قبل أن تتضخم داخل النفوس، وتتحول إلى وحش غاضب لن تتحمل أنت أو ضباطك صراخه، ولن يهدأ قبل أن يدفع بك خلف قضبان السجون، مثلما فعل مع مبارك، ومرسى، والعادلى، تحرك ياسيادة اللواء قبل أن ينتهى شهر العسل بين رجال الداخلية والمواطنين فى الشوارع، تحرك لأن الأطفال قبل الكبار لن يقبلوا إلا بشعار واحد يقول «الشرطة فى خدمة الشعب»، لا «قفا الشعب فى خدمة كف سعادة البيه».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة