إسراء عبد الفتاح

رئيس مصر القادم

الجمعة، 27 سبتمبر 2013 10:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها عبارة تشغل الجميع حاليا، الكل يتساءل من الأصلح لمصر؟ عسكرى أم مدنى أم مدنى بخلفية عسكرية؟ من سيكون له القدرة على الترشح فى هذا الوقت الحرج الذى تمر به البلاد، وبعد إسقاط رئيسين فى أقل من ثلاث سنوات؟ من سيكون لديه الكفاءة أن يستمر فى أول مدة له دون ثورة ضده؟ من سينهض بمصر ويعوضها عما عانت منه وما فقدته السنوات الماضية؟ هل سيترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى؟ هل سيدعم شخصية عسكرية؟ هل سيدعم شخصية مدنية؟
أسئلة مشروعة تشغل الجميع ولكن فى الحقيقة، أنا أختلف معهم جميعا حيث إنه لا يشغلنى كثيرا من الرئيس القادم للبلاد لعدة أسباب أولها: أن الأهم بالنسبة لى هو الدستور المصرى وكيف سيكون معبرا عن كل المصريين، كيف سيخرج للنور وعليه توافق غير مسبوق، كيف سننظر إليه ونشعر أنه العمود الفقرى والبنية التحتية الراسخة الحرة الديمقراطية التى يبنى عليها باقى أعمدة البيت المصرى القوى المتماسك الذى يتسع لجميع المصريين مهما كانت اختلافاتهم. فهو الباقى والرئيس رحل بدستور يسمح له بمدة محدودة فقط فى الحكم وليس أبد الدهر، فآليات عزل الرئيس سيقرها الدستور الباقى وسيعزل أو سيستمر هذا أو ذاك حسب دستور البلاد. والذى يشغلنى فى المرتبة الثانية هو القوانين الداعمة لهذا الدستور ومنها قوانين مباشرة الحقوق السياسية وقانون الانتخابات، وكيف تضمن هذه القوانين انتخابات حرة نزيهة يمثل فيها جميع المصريين بمساواة وعدالة وإرادة قوية لهذا الشعب لا تغير ولا تبدل، فإذا تحقق أولا وثانيا سيكون الأهم ثالثا هو «رئيس مصر القادم» والذى أعتقد أنه فى هذه الحالة سيكون موظفا ضمن موظفى الدولة له حقوق وعليه واجبات ومسؤوليات يقرها الدستور ويراقبها الشعب وآليات حساب الرئيس توافقوا عليها قبل أن يأتى الرئيس فى دستور البلاد وأقروها جميعا فى استفتاء شعبى.

ولكن هناك جانبا آخر يدفعنى لعدم الانشغال كثيرا فيمن هو رئيس مصر القادم، حيث إنه ينتابنى شعور قد أكون مخطئة فيه أو على صواب لا أعرف، ولكن تحليلى للمشهد الحالى والحالة التى تمر بها البلاد هو الذى يدفعنى لهذا الإحساس. فأشعر أن هناك مرشحا ما «لا أعرف حتى الآن من هو» سيكون مرشحا توافقيا وسيكون منذ اللحظة الأولى من ترشحه للرئاسة معروفا للجميع أنه الرئيس المنتظر. فالكل يشعر بأن هناك أغلبية مختلفة شاركت فى ثورة 30 يونيو ضد تنظيم الإخوان الفاشى بينهم مساحات كبيرة للتوافق حتى لو كانوا مختلفين. فأعتقد أنه ليس من الصعب أن يتوافق جميع من شارك فى سقوط نظام الإخوان على مرشح واحد توافقى - وأستثنى من ذلك بالطبع من هو محسوب على نظام مبارك بفساده وقيادته لهذا النظام أو حتى إسهامه المفرط فى أى مجال كان - خصوصا لو كان هذا المرشح مدنيا يتمتع بدعم المؤسسة العسكرية «التى ارتفع رصيدها فى الآونة الأخيرة لدى جموع المصريين، نظرا لدعمها الثورة الشعبية فى 30 يونيو وحربها ضد الإرهاب مع الشرطة المصرية وما يقدماه معا من تضحيات بالأرواح فى سبيل أمن الوطن»، فلا أعتقد أن المرشح التوافقى سيكون عسكريا ولا أرى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى حاجة للتفكير فى مثل هذا المنصب فمكانته عند المصريين تجاوزت ذلك المنصب بكثير قولا وفعلا.

إذن أعتقد أن رئيس مصر القادم سيظهر أمامنا قريبا وسنجد أنفسنا نوافق عليه من غير أن نشعر، لأنه المرشح التوافقى ليس إلا، فهو قادم مدنيا توافقيا بموافقة أغلبية المنتخبين سواء كانوا من الشعب أو مؤسسات الدولة، فأظن أنه سيضمن فوزه منذ لحظة تقديم أوراقه، وسنعرف قريبا من سيكون!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة