خمسة وثمانون عامًا من السرية والسعى الدؤوب للوصول إلى كرسى الحكم، والتمكن من إتمام المشروع الوهمى الذى طالما سعى إلى تنفيذه تنظيم الإخوان المسلمين (الخلافة الإسلامية).
للتذكرة، فقد تحالفت تلك الجماعة مع كل من يمكن أن يصنف عدوًا لمصر ربما وصولا إلى التحالف مع الشيطان، إن كان ذلك فى خدمة تحقيق الهدف!
كانت الجماعة الأداة التى استخدمها الإنجليز خلال فترة الاحتلال البريطانى لمصر.
فقد كان أول تمويل تحصل عليه جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (إخوان المسلمين) فيما بعد. هو خمسمائة جنيه من الإنجليز آنذاك ! ! !
وبالفعل قدمت العديد من الخدمات الجليلة للمحتل على سبيل المثال (اغتيال النقراشى باشا والخازندار. . ثم تلى ذلك (حريق القاهرة فى ٢٦ يناير ١٩٥٢)، الذى أكاد أجزم بأنهم من فعلوها، وما نراه الآن يثبت ذلك!
حاولوا اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى المنشية!
فكانت العودة للجحور ثانية. .
وقام عبد الناصر بالزج بهم فى السجون والمعتقلات التى هم أهل لها، نظرًا لإدراكه مدى خطورة هؤلاء الخونة على الوطن!
مرة أخرى يتمكنون من العودة للمشاركة بالحياة السياسية والاجتماعية، عندما سمح لهم أنور السادات بالوجود ربما لكسر شوكة الشيوعية وإحداث نوع من التوازن فى القوى المتواجدة على الساحة السياسية.
وكانت هذه فرصة جديدة مُنحت لهؤلاء لعلهم يتعظون وينخرطون فى الوطن بسلام من جديد.
لكن كل إناء ينضح بما فيه.
فلا انتماء ولا وطن ولا حدود لدى تلك الجماعة! فلم يخرج عنهم سوى الغدر ثانية!
وكان اغتيال السادات من قبل الجماعة الإسلامية التى كانت وما زالت الوجه المتشدد للإخوان، لكنهما فى النهاية حلفاء لبعضهما البعض ووجهان لعملة واحدة!
ثم عودة جديدة لمحابسهم التى هم لها.
وفى عهد مبارك كانت الجماعة المحظورة تعمل تحت السطح وتحيك المؤامرات والدسائس لتحقيق الهدف المنشود.
كما تمكنوا ببعض التسهيلات من النظام السابق من السيطرة على معظم النقابات، وتم السماح لهم بالترشح للبرلمان وبدأت أعداد نوابهم فى التزايد شيئًا فشيئًا.
حتى تفاقمت الأمور فى غفلة من أولى الأمر وتمكن هؤلاء من إحكام السيطرة على غالبية الطبقات الفقيرة والمعدمين والجهلة فى أعماق البلاد، هؤلاء الذين لا يعلم عنهم ولى الأمر شيئًا!
حتى أصبح للجماعة قطاع عريض جدًا ممن تم ذكرهم، بالإضافة إلى الكثير من الشباب المتعلم الجاهل!
ثم بعد ذلك تم وضع الخطة الدولية المتعددة الأطراف للإطاحة بمبارك، وتمكين جماعة الإخوان من الوصول لكرسى الحكم فى ٢٠١٠، وقد تم رصد هذه الاجتماعات من المخابرات المصرية فى تركيا.
ظلت الجماعة فى وضع الاستعداد والتربص لاقتناص الفرصة الكبرى بمباركة من الدولة العظمى وحلفائها فى الغرب.
وكان ذلك فى تلك الفترة المشحونة التى بدأت فيها حالة الغليان الشعبى تتزايد، وكان المصريون فى أسوأ حالاتهم من فقر وجهل وتفشى للأمراض المزمنة، إضافة إلى الارتفاع المبالغ فيه للأسعار واتساع الهوة بين الطبقات بشكل مستفز وغيرها الكثير، مما جعل التنظيم الدولى يطمئن لاقتراب لحظة الانفجار.
محاولات مستميتة الواحدة تلو الأخرى للقفز على كرسى الحكم.
وما إن قامت الثورة انطلاقة من النوايا الحسنة لشباب مصر وشعبها رغبة منهم فى دفع الظلم ورفض الفساد وكسر قيود الديكتاتورية المزمنة. حتى انقض المتربصون المتعطشون لهذه اللحظة على ثورة الأنقياء فى نهم وخسة لا يخرج عنهم سواها، وقاموا سريعًا بتنفيذ المخطط وتصدروا المشهد ودبروا ما دبروا، كما نعلم جميعًا حتى تمكنوا من البرلمان تلاه بعد ذلك الحلم المرتقب!
وقد كانت بداية النهاية الأبدية!
وشاءت الأقدار أن ينكشف النقاب وتنقشع الهالة الوهمية التى أحاطوا بها أنفسهم قرابة قرن من الزمان.
ففى غضون العام الذى حكم فيه التنظيم الدولى مصر، سارعت الجماعة بكل غباء وتغطرس فى إظهار الوجه الآخر الذى لا يعلمه الغالبية العظمى من المصريين.
فأساء هؤلاء ومن اتبعهم إلى الإسلام كما لم يسئ أحد من قبل!
قدر الله سبحانه وتعالى أن يؤتى الملك والحكم لهؤلاء، لحكمة يعلمها ولا نعلمها.
وما أن آتاهم الله الملك والحكم حتى انطلقوا يعيثون فسادًا فى الأرض! ويحلون ما حرم الله! ويتبعون أهواءهم! ويكيدون لمصر كيدًا! لكن الله لم يكن بغافل عنهم، بل أمهلهم رويدًا.
وسرعان ما انفض عنهم الكثيرين وانكشف أمرهم لدى المتعاطفين وانفضح حجمهم وقدرتهم الحقيقية أمام جميع المصريين. (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. )
وكان خروج الجماعة للنور وبالاً عليهم، احترقوا وتخبطوا وتساقطوا كالخفافيش التى لا ترى إلا فى الظلام والخراب!
وانكشف للجميع الآن أن هذا التنظيم الفاشى أضعف مما يتصور أحد.. تمخض الجبل فولد فأرًا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة