الاحتفال هذا العام بالذكرى الـ43 لرحيل الزعيم الراحل خالد الذكر والسيرة العطرة جمال عبدالناصر هو احتفال استثنائى بامتياز، فالاحتفال يأتى والأعداء التاريخيون للزعيم الراحل يقبعون فى السجون مرة أخرى، بعد أن اعتلوا منصات الحكم، وفشلوا فى إدارة شؤون مصر وأسقطهم الشعب فى 30 يونيو. ويعيد الجميع قراءة تاريخ الصراع بين عبدالناصر والإخوان فى الخمسينيات والستينيات، ويعيد الاعتبار للزعيم الراحل بعد أكثر من 40 عامًا من الرحيل، ويعترف الجميع بأن الرجل كان معه كل الحق فى صراعه مع الإخوان فى عام 54 و65 لأنهم كما يردد الناس فى المظاهرات الآن «مالهومش أمان»، وأنهم تجار دين، وطلاب سلطة، حتى لو جاءت على حساب كفاح ونضال الشعب ودماء أبنائه. الاحتفال استثنائى لأن أجيالًا جديدة عرفت قيمة هذا الرجل بأعماله، وإنجازاته، وتضحياته من أجل الفقراء والمستضعفين، حارب واجتهد وانتصر فى معارك سياسية، واجتماعية، واقتصادية كثيرة، وأخفق فى معارك أخرى، لكنه كان يخوض المعارك من أجل وطنه وشعبه وليس لمصالح شخصية أو لأهل وعشيرة وجماعة. زادت شعبية عبدالناصر بشكل غير مسبوق مع زعيم غادر الحياة الدنيا منذ 43 عامًا، وكل عام يمر يزداد حضورًا بمشروعه الوطنى وبإنجازاته التى مازالت هاديا ونبراسا للتواقين لحرية الأوطان والشعوب.
الاحتفال أيضًا استثنائى لأنه يأتى بعد موجة الثورة المصرية الثانية فى 30 يونيو والجيش الذى ينتمى له عبدالناصر ينحاز إلى الشعب ضد استبداد الدولة الفاشية للإخوان، ويعلن استقلال مصر الثانى من الاستعمار الإخوانى، بقيادة شابة جديدة، يمثلها الفريق عبدالفتاح السيسى، بعد 61 عاما من الاستقلال الأول من الاحتلال الإنجليزى بقيادة الزعيم الشاب جمال عبدالناصر، ليؤكد أن الجيش المصرى هو مدرسة الوطنية المصرية منذ نشأته وبوتقة الانصهار الوطنى للمصريين، والمؤسسة التى لا يمكن أن تخون أو تتخلى أبدًا عن شعبها فى ثوراته المتتالية، وفى سعيه نحو الحرية، والاستقلال، والعدالة الاجتماعية. القيادة الشابة الجديدة فى الجيش المصرى تعترف بقيمة إنجازات الزعيم الراحل، وعندما يقف الفريق أول عبدالفتاح السيسى أمام قبر الزعيم فى ذكراه فإن التاريخ فى تلك اللحظة يعيد تواصل ما انقطع بين يوليو 52 و30 يونيو 2013، والشعب يستعيد فى تلك اللحظة وذلك المشهد الزعيم عبدالناصر فى حضور الفريق السيسى. تحية للزعيم فى ذكراه وتحية للقائد فى الاقتداء برمز الكفاح والتضحية.