حنان شومان

6 إبريل أينما كنتم.. كفاية مراهقة

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2013 05:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ممكن حضرتك تهدأ شوية وتشرب نعناع دافئ وبغض النظر عن توجهك أو قناعاتك تيجى معايا كده نتكلم بالعقل ونتناقش وبلاش خناق ولا تخوين ولا طولة لسان.. شكرا فإليك ما أود أن أقوله: كثر الحديث عن الطابور الخامس والخونة والعملاء حتى بتنا نشك فى أصابع أيدينا وفى أهل بيوتنا، والأسهل فى زمن الفتنة أن تشك وتتهم، والأصعب لكنه الأوفق أن تُعمل عقلك لكى نستطيع أن نحيا معا إذا أردنا أن نستمر كوطن يجمعنا على اختلافنا، هناك آلاف الأمثلة فى مصر لحالة التخوين منها من يستحق البتر من جذوره، ولكن بعد أن تُعمل عقلك وليس بناء على وشاية من هنا وهناك، ومنها من يستحق أن نمنحه كشعب فرصة البقاء كجزء منا لأن قوتنا مش فى وحدتنا كما روج الإخوان لمصلحة لهم، ولكن لأن قوتنا فى تنوعنا، وتعال معى لنأخذ جماعة 6 إبريل كمثل فالبعض يعرفها بـ6 إبليس، والبعض يرى أنها مفجرة الثورة وما بين الفريقين يقف كثيرون حيارى مع من يكونون.
هكذا تُعرف حركة 6 إبريل نفسها على موقعها على الإنترنت: «مجموعة من الشباب المصرى من مختلف الأعمار والاتجاهات تجعمنا على مدى عام كامل، منذ أن تجدد الأمل يوم 6 إبريل 2008 فى إمكانية حدوث عمل جماعى يساهم فيه الشباب مع كل طبقات وطوائف الشعب من أجل الخروج من أزمته، والوصول لمستقبل ديمقراطى يتجاوز حالة انسداد الأفق، ولم يأت أغلبنا من خلفية سياسية ما ولم يمارس أحدنا العمل السياسى قبل 2008، لكننا استطعنا ضبط بوصلتنا وتحديد اتجاهنا من خلال الممارسة أثناء ذلك العام وجمعتنا فكرة حب الوطن ومحاولة تغيير الأوضاع للأفضل».
كلام جميل كلام عظيم ما أقدرش أقول حاجة عنه، فمصر قبل 2011 فعلا حدث لها انسداد شرايين وأفق وتنفس، وكونهم جماعة رأت إمكانية عمل جماعى فى بلد لا يعرف ولا يعترف بالعمل الجماعى هو خطوة وخطوات تستحق التحية، وكونهم جمعتهم فكرة حب الوطن وهى فكرة نبيلة عظيمة ومحاولة تغيير الأوضاع للأفضل عمل يستحقون عليه الثناء وأكثر.. كل ذلك جميل ورائع ولن أناقش أصحابة أو أناقش فيه أحدا، فهل تختلف معى؟ إذن جماعة 6 إبريل كما تعرف نفسها هى جماعة شابة وطنية يحتاجها الوطن، أما عن تلك الحكايات التى لا ترقى لمستوى التأكيد أن هذه الحركة وقاداتها ما هم إلا مجموعة ممولة لخراب مصر فأيضا لن أناقشه وأرجوك أنت أيضا ألا تذكره لأننا لا نملك صك اتهام نلوح به فى وجه أصحابه إلا لو أكدت جهات تحقيق نزيهة هذه التهم، وهو ما لم يحدث حتى الآن سلبا أو إيجابا.
ولكن ما نملكه حقا هو تجربة هذه المجموعة على الأرض كما شاهدنا بعضا من فصولها ما بين انقسامات واتهامات لقاداتها بعضهم البعض ومواقف متباينة أحيانا بتبرير وكثيرا بلا تبرير، وكنت أتصور أن هذه الحركة بعد انفتاح الحياة السياسية والقدرة على تكوين أحزاب أنها ستنتقل بجزء منها لتأسيس حزب وتخرج من طور مجرد حركة، ولكنه لم يحدث ومن تحدث فيهم فى هذا الشأن اتهموه بالخيانة للحركة ولا أدرى لماذا.. كثير من شباب 6 إبريل وغيرهم ممن كانت ثورة يناير هى بداية لقائهم بالسياسة بدوا وكأنهم استمرؤوا الحالة الثورية فى الشارع ولا يريدون أن ينقلوا حركتهم من مجرد ثأر مع الداخلية أو خوف من مبارك ورجاله إلى حركة أو تجمع أكثر نضجا سياسيا.. صحيح أن بعضهم أفسدته الأضواء والإعلام وصحيح أيضا أن بعضهم ليسوا إلا مراهقين سياسيا وثوريا وصحيح أيضا أن بعضهم لم يصمد أمام بعض الإغراءات التى منحتها السلطة لهم سواء فى مصر أو الخارج، لكن كل هذا لا ينفى أن بينهم من ننتظر منه أن يمنحنا الأمل فى قيادة جيل جديد، فهل من الإنصاف إن كان هناك نموذج أو عشرة أو حتى ألف سيئ بين آلاف آخرين أن نهيل التراب على تجربة هؤلاء الشباب جميعا؟!
فى قول مأثور لإبراهام لينكولن قال: «كل إنسان تقريبا يستطيع الصمود أمام الشدائد ولكن إذا أردت أن تختبر شخصا فأمنحه السلطة» ودعنى أضيف امنحه السلطة أو امنحه ثورة تفرز معدنه.. وللحق فإننى لست من بين مَن يهيلون التراب على الأمر برمته، ولكنى أطالب شباب هذه الحركة المنقسمة أن يجنحوا إلى تكوين حزب أو أكثر من حزب قبل أن تأكل الحركة نفسها ويأتى الشارع على بقيتها.. لقد صار اسم 6 إبريل اسما سيئ السمعة لدى عموم الناس، ولأننا مفروض فى دولة وليس فى بزرميط فعلى السلطات المعنية أن تخرج بتحقيق محترم فى شأن هؤلاء الشباب ولا تترك للإعلام حق التشويه أو الدفاع عن 6 إبريل لأن لكل مدافع أو مهاجم مصلحة فى دفاعه أو هجومه لو تعلمون.. خلاصة القول أعمل عقلك فيما يقوله غيرك وفكر وتدبر رغم صعوبة الأمر، أما شباب 6 إبريل أينما كنتم.. كفاية مراهقة سياسية وانتقلوا إلى مرحلة أكبر وأهم وأعمق وأجدى للوطن الآن!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة