دولة الإمارات العربية المتحدة تثبت دائماً بمواقفها النبيلة تجاه مصر أنها دولة مبادئ ودولة رجال حقيقيين، تقف إلى جانب الحق ومساندة إرادة الشعوب فى تقرير مصيرها ومستقبلها، وعندما يتعلق الأمر بالشقيقة الكبرى، تسارع الإمارات العربية إلى الوقوف بكل قوة وحسم إلى جانب مصر، ولا تنسى مصر مواقف الإمارات وأياديها البيضاء منذ إعلان دولة الاتحاد بقيادة الراحل الشيخ زايد بن سلطان، التى شهدت العلاقات فى فترة حكمه وأوج ازدهارها. لم تتوان الإمارات يوما عن المسارعة للوقف إلى جانب مصر فى كل الظروف منذ حرب أكتوبر 73 وحتى ثورة 30 يونيو، ولم ترتبك العلاقات بين القاهرة وأبوظبى إلا فى عهد حكم الإخوان الذين حاولوا التدخل لإنقاذ خلية إخوانية تسعى «لقلب نظام الحكم فى الإمارات».
ورغم تدهور العلاقات السياسية مع نظام حكم الإخوان فلم تسع السلطات الإماراتية إلى اتخاذ مواقف عدائية من الشعب المصرى خاصة الجالية المصرية فى الإمارات والتى تقدر بحوالى 400 ألف مصرى، وحرصت دائما على التفرقة فى مواقفها من النظام الإخوانى والشعب المصرى التى وقفت دائماً إلى جانبه عند الشدائد وفى اليسر أيضاً.
الإمارات العربية كانت من أوائل الدول العربية التى أعلنت دعمها ومساندتها ووقوفها الصريح إلى جانب ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو للإطاحة بحكم الإخوان بمواقف عملية لدعم الاقتصاد المصرى بتحويل نحو 3 مليارات دولار، وإعلانها مساندة مصر فى تطوير 151 قرية من أكثر القرى فقراً على نفقتها الخاصة وبناء 100 مدرسة جديدة وتحمل نفقات إعادة صيانة وتأهيل محطات السكك الحديدية وإقامة 25 صومعة حديثة لحفظ الغلال.
وأمس الأول كان موقف الإمارات باستدعاء سفيرها سالم القطام فى تونس «للتشاور» مثار تقدير واحترام من الشعب المصرى وقيادته، فقد استدعت الإمارات قبل مصر سفيرها احتجاجاً على الهجوم الغريب وغير المبرر من الرئيس التونسى الإخوانى حالياً واليسارى سابقاً المنصف المرزوقى على مصر فى كلمته أمام الأمم المتحدة والتدخل فى شؤون مصر بالمطالبة بالإفراج عن مرسى واعتبار مطاريد الإخوان «مساجين سياسيين»، ورغم تداعيات الخطوة الدبلوماسية إلا أن الإمارات سارعت إلى اتخاذها تأييداً لمصر وثورتها ضد الإخوان فى مصر وتونس.
مصر كما قال الفريق السيسى لا ولن تنسى أبداً مواقف أشقائها العرب الذين وقفوا إلى جانبها دائما فى شدتها وأزماتها.