حتى الآن لا أستطيع أن أفهم كيف تفكر قيادات جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد الضربة الأمنية والشعبية التى أصيبت بها عقب مظاهرات الغضب فى 30 يونيو، وهى المظاهرات التى نجحت فى الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى وفتحت الباب لكى يتخلص الشعب من حكم المرشد، ومنذ بداية التعامل الأمنى مع الجماعة، وجميعنا يشعر أن الإخوان فقدوا السيطرة على أنفسهم، سواء من يتم التحقيق معهم الآن وتم حبسهم على ذمة قضايا عنف أو حتى من لم تطلهم أى اتهامات وما زالوا طلقاء خارج السجون، والغريب أن من يفكر منهم ما زال يتحدث بلغة واحدة هى لغة الشرعية والشريعة، وكأن شعب مصر الذى خرج على مرسى ليس له شرعية أو لا يؤمن بالشريعة.
وآخر تخاريف قيادات الجماعة ما قاله القيادى الإخوانى الهارب عصام العريان، فى حواره مع وكالة الأناضول، حيث فوجئنا به يتحدث عن الحلول المستحيلة ويطرح رؤى عفى عليها الزمن، ولم يعد أحد يلتفت إليها وبدلا من أن يطلب العريان النجاة له ولإخوانه من السجن بعد سلسلة الجرائم التى ارتكبتها الجماعة فى حق الشعب نجد العريان يطالب بعودة مرسى للحكم وهو «عشم إبليس فى الجنة» ونجد العريان يضع شروطا أخرى، وكأنه فى وضع المنتصر أو صاحب الحق، «العريان الهارب من جرائم قتل وتحريض على العنف لم يستح ويطالب بحل الأزمة الحالية بتنفيذ 4 شروط هى: عودة محمد مرسى، ودستور ديسمبر 2012، ومجلس الشورى، وتقديم زعماء ثورة 30 يونيو للمحاكمة، ومحاكمة كل من تورط فى سفك الدماء. العريان الذى أصيب بالهوس لم يعد يشعر بأن ما قبل 30 يونيو لن يعود مرة أخرى، وأن عليه وجماعته أن يؤمنوا بحل واحد هو أن يحاولوا إنقاذ جماعتهم من الفناء، وكذلك الإفلات من حبل المشنقة أو الحكم بالمؤبد، أما العودة للحكم والتخاريف التى يقولها العريان فإننى أنصحه هو وجماعته بالعودة لرشدهم، والحقيقة أننى أعرف أن أغلب قيادات الجماعة مصابة بمرض الغباء السياسى، والدليل أنهم وكما يقول صديقى عبدالحليم سالم رئيس قسم المحافظات لم يفهموا أن الدرس انتهى وأنهم ضائعون، وعليهم البحث عن «حمار» لكى يعرفهم طريقهم الصحيح إن أرادوا النجاة من مصيرهم الأسود، نعم جماعة الإخوان تحتاج الآن ركوب الحمير لكى تعرفهم الطريق، بعد أن أصيبوا بالغباء السياسى وبلادة «الحس الشعبى»، ولم يعد أمامهم إلا أن تتم الاستعانة بالحمار لكى يرشدهم للطريق الصحيح، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.