عدد كبير من جماهير الزمالك تشعر بالضيق الشديد والغضب من التعامل الرسمى مع واقعة نجم الفريق محمود عبد الرازق شيكابالا مع ضابط القوات المسلحة فى مطار الغردقة عقب مباراة الزمالك وفريق اورلاندو الجنوب أفريقى الأحد الماضى. مبعث ومصدر الغضب والضيق هو الإحساس المزمن بأن أية قضية أو أزمة تتعلق بلاعب من الزمالك، أو بالنادى نفسه تتحول إلى قضية رأى عام وشغل شاغل للجميع، وكأنها قضية العام والتى يتوقف عليها مصير الوطن، وتتصدر الصفحات الأولى من الجرائد اليومية وأغلفة المجلات الأسبوعية، وتصبح قوتا مسائيا شهيا لبرامج التوك شو، ولا يحدث ذلك مع لاعب أو فريق آخر وتحديدا مع المنافس التاريخى والتقليدى للزمالك. والبحث عن سر وأسباب ذلك احتار فيه جمهور الزمالك – وأنا واحد منهم بالطبع - ويرجعه المراقبون للشؤون الكروية لأمور عديدة أهمها أن الزمالك أصبح فريق «ملطشة» لكل من هب ودب فى السنوات العشر الأخيرة، ولا يجد من يدافع عنه، ويردع كل من يتطاول عليه، أو يسارع إلى حل الأزمات والمشاكل داخل وخارج النادى بالأساليب المشروعة و«غير المشروعة» والاقتداء بالفريق المنافس، وإدارته «الشاطرة» ورئيسه «الشاطر». الغضب الزملكاوى فى واقعة شيكابالا مع ضابط القوات المسلحة سببه أيضا هو الشعور بأن هناك «كيل بمكيالين»، فمع تقديرنا للمؤسسة العسكرية والاعتراف بأن اللاعب قد يكون أخطأ فى حق الضابط، وإن كان علينا انتظار نتيجة التحقيقات، فإن هناك واقعة قريبة منذ أقل من أسبوع كان طرفها لاعب الأهلى محمد أبوتريكة وما تردد عن تصريحاته المسيئة ضد الجيش، خلال اصطحاب أفراد وضباط القوات المسلحة لبعثة الأهلى، وهى الواقعة التى تم الكشف عنها من خلال «مصادر عسكرية»، لكن سرعان ما تم «لملمة» الموضوع ولن نقول «الطرمخة» عليه. أما واقعة شيكابالا فقد أصبحت هى قضية مصر الأولى الآن وأهم من «خارطة الطريق السياسية» والدستور والإخوان، والمطلوب فيها رأس اللاعب المسكين الذى لا يجد من يدافع عنه و«يلم الموضوع على طريقة أبوتريكة المسنود»، فسرعان ما تمت إحالة القضية إلى النيابة العسكرية، رغم أن الضابط كان فى الحالة المدنية وخارج عمله ونفس الحال شيكابالا، بالتالى لم تستحق إحالتها للنيابة العسكرية، وكان يمكن التصالح السريع واحتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى قضية رأى عام، تتسبب فى تعقيد الأمور. لكن يبدو أن هذا قدر الزمالك والزمالكاوية إلى أن يقضى الله أمره المفعول.