بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية كانت هناك أنباء عن إصابة الوزير، وبالتالى كان ظهوره سليما رسالة سياسية مهمة. وتحرك الوزير باتجاه الوزارة، بسرعة وكان عليه أن يظهر فى التليفزيون وبالمصادفة كانت وحدة التصوير للتليفزيون المصرى فى الوزارة بينما المراسل الموفد فى مكان الانفجار يتابع عمله، ووجد الزميل أشرف كمال مساعد المخرج نفسه فى موقف غريب أمامه صورة تمثل سبقا إعلاميا، ولا يوجد المراسل، ولو جلس الزميل فى مكانه لما كانت عليه ملامة، لكنه سارع بالتحرك وجهز أسئلة وجهها للوزير ونقل الصورة على الهواء، لم يفكر ساعتها فيما يلبسه أو يرتديه وعادة فإن المخرج ومساعده لا يهتمان بالمظهر لأنهما لا يظهران. وما إن ظهر أشرف كمال وهو يرتدى قميصا حتى تحول نفسه إلى موضوع لتعليقات ساخرة بعضها خفيف الدم والآخر لم يخل من جليطة وقلة دراية. فقد ترك السادة المعلقون الموضوع والحادث والسبق وتفرغوا للتندر على ما اعتبروه بيجامة المذيع. وكان واضحا أنه قميص فاتح اللون وأن أشرف كمال لم يلتفت لغير أن ينقذ موقفا وينقل صورة يراها الجميع، ولو حدث ذلك مع مراسل أجنبى أو غيره لتحول الأمر إلى محل إشادة وتفرقة بين إعلامنا وإعلامهم. ناهيك عن أن الكثير من الانفرادات الصحفية والإعلامية عادة ما تحيطها ظروف خاصة.
وكما قلنا كانت بعض التعليقات ساخرة لكن كثيرا منها كانت ثقيلة الدم، وهو جزء من ظاهرة لعدد من المدعين لا يتوقفون أساسا عند ما يقال فى المؤتمرات الصحفية أو الكلمات لكنهم يعتبرون أنفسهم هم وحدهم الفاهمين ويقابلون كل كلمة وتعبير بتعليق. وفى موضوع البيجامة كان أشرف كمال أفضل من كثيرين بريالة ربما لا يفكرون فى القيام بعملهم، وحتى لو كانت بيجامة فقد قدم الرجل عمله، وقام بشىء ليس من اختصاصه، وضرب مثلا مهما برجل مخلص فى عمله. لكن الحملة عليه دفعته للقول بأنه كان يرتدى قميصا مستوردا، وأن طبيعة عمله وراء الكاميرا تجعله يتخفف من قيود المظهر. وأوضح أن ظهوره كان إنقاذاً للموقف وأنه أعد فى دقائق قليلة أسئلة، ونسق مع استديوهات الهوا، وبمجرد أن ظهر الوزير انطلق نحوه ومن خلفه المصور ليفوز بأول صورة للوزير بعد محاولة الاغتيال وقال «كنت فقط أريد أن يعرف الناس أن وزير الداخلية سليم، وأصدق دليل على هذا أن يخرج على الهواء ليتحدث للناس عبر شاشة التليفزيون المصرى».
وما كان عليه أن يرد على كل هذا لولا أنه تعرض لحملة نهش وسخرية بعضها تجاوز حدود اللياقة، بل إن البعض اتخذ من البيجامة طريقا لمهاجمة التليفزيون.
وما جرى مثال على حالة الفوضى العقلية التى أصابت البعض ودفعته لتصورات أنه لمجرد أن جلس على الفيس بوك يحصل على حق فعل أى شىء، وغالبا يبدأ الأمر بواحد أو اثنين، يسير وراءه قطيع الباقين بلا تفكير ولا تشغيل دماغ. ولن يعترفوا أن سبقاً ولو ببيجامة، أفضل من هبل وبريالة.