إقرار واقع:
تضخم عرق الذكورة، وانتفخت خلايا الرجولة، ووقف شعر رأس – مشِّيها شعر الرأس- كل السياسين والإعلاميين ومقدمى البرامج، وهم يشاهدون الأطفال تسير حاملة أكفانها داخل اعتصام رابعة، ثم تكرر نفس المشهد وتضاعفت صيحات البكاء على حال أطفال مصر، ونضوب الرحمة من قلوب قيادات الإخوان، حينما ظهرت صور بنات الإسكندرية الصغيرات فى المظاهرات، ثم ظهر من بعدها فيديو إخوانى به مجموعة أطفال يدعون أنهم نواة لتشكيل أطفال ضد الانقلاب.
مع كل صورة أو فيديو أو مشهد يثبت استغلال الإخوان للأطفال سياسيا تنصب الرموز السياسية والإعلامية أعمدة سوق عكاظ، ويبدأون فى تلاوة آلاف القصائد عن جرائم الإخوان فى حق الطفولة، وحقارة الإخوان التى تتجلى فى استغلالهم السياسى للأطفال فى المظاهرات والمؤتمرات، ويضغط أحدهم زر ماكينة البيانات فى منظمات حقوق الإنسان ومجالس الأمومة والطفولة والمرأة، لتغرق مصر وإعلامها فى «كومة» من البيانات التى تدين وتشجب وتستنكر استغلال الإخوان السياسى للأطفال.
من فضلك راجع كل ماسبق واشطبه بأستيكة..
عرق الذكورة الذى سبق وانتفض فى أجساد رموز الأحزاب والقوى المدنية ومقدمى برامج التوك شو، سيحتاج إلى زيارة طبيب أو وصفة عطار أو حجاب دجال، أو استشارة الدكتور حساسين لكى يعود إلى العمل منتصب القامة بنفس الشجاعة والحدة والغضب، وهو يشاهد صور الأطفال اليتامى وهم ينزلون كما عمال التراحيل من ميكروباص يحمل اسم جميعة «دار الراضى للأيتام» ويحملون صور الفريق عبدالفتاح السيسى، وترتدى الفتيات الصغيرات منهن فى عز هذا البرد والصقيع فساتين شفافة صيفية تماماً بلا أكمام ومفتوحة الصدر وطولها يكاد يقترب من الركبة من أجل المشاركة فى مؤتمر قاعة المؤتمرات، الذى تم عقده تحت شعار «السيسى رئيساً بأمر الشعب».
هكذا بلا أى رحمة ولا أى مسؤولية ومع سبق الإصرار والترصد، وتحت سمع كاميرات الصحف والفضائيات يرتكب المسؤولون عن هذا المؤتمر الموالس والمنافق ومعهم المسؤولون عن دار الراضى لرعاية الأيتام هذه الجريمة المركبة، شقها الأول متمثل فى استغلال الأطفال سياسيا لدعم رجل بعينه فى انتخابات الرئاسة، وإجبارهم على حمل صوره والمشاركة فى مؤتمر سياسى، وشقها الثانى يجسد الجانب البشع والحقير من الجريمة متمثلاً فى جر الفتيات الصغيرات إلى المؤتمر بملابس خفيفة لا تتناسب أبداً مع موجة البرد ودرجات الحرارة المنخفضة التى نعيشها.. وكأن السادة المسؤولين فى المؤتمر وفى دار رعاية الأيتام قرروا التضحية بالأطفال اليتامى وتقديمهم قرابين فى محراب السلطة.
من وقف واعترض على استغلال الأطفال سياسياً فى دعم مرسى والإخوان، يقف الآن ويعترض مستخدما نفس الألفاظ «الحقارة، القذارة» وهو يرفض استغلال أنصار السيسى للأطفال سياسياً، من ظهر على الفضائيات وأخبر الناس أنه «7 رجالة فى بعض»، وهاجم الإخوان وتدينهم ووضاعتهم، حينما استغلوا الأطفال سياسياً، يقف الآن ويفعل بالمثل وإلا فليذهب إلى حيث توجد نساء مصر ويتعلم منهن كيف تكون الرجولة؟
الملخص:
الجريمة لا تتوقف عند المسؤول عن دار الأيتام، ولا عند المسؤول عن تنظيم مؤتمر التطبيل، بل تمتد لتصل إلى رقبة من نظموا المؤتمر لدعمه، هكذا تقول الحكمة الشعبية الصمت علامة كبرى من علامات الرضا، وبناء عليه صمت الرؤساء وكبار رجال الدولة على من ينافقهم، وعدم ردعهم نوع من الرضا والاستحسان، يدفعهم لابتذال نفاقهم أكثر وأكثر..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة