أشعر هذه المرة بصدق النوايا حول تطوير التعليم، لأن نبرة صوت رئيس الجمهورية صادقة، وأيضاً نبرة صوت مستشاره العلمى، ولكن الخطة الاستراتيجية لتطويره (2014 ـ 2030)، استراتيجية أكثر من اللازم، تماماً مثل الخطط التى أعلن عنها والتعليم ينهار، عدلى منصور اعتبره «المشروع القومى»، ووزير التعليم بدوره قال كلاماً رائعاً عن إعلاء قيم التفكير العلمى، وأنه يحاول أن يصل عدد الطلاب فى الفصل إلى 35، وضرورة تطوير التعليم الفنى، وأنه يستهدف محو أمية ثلاثة ملايين مواطن، وأنه سينجز ثلث المهمة هذا العام.
وأعتقد أن تنفيذ هذه الطموحات صعب فى ظل عدم معرفة الميزانية، والتى على أساسها سيتم التطوير، الأخيرة كانت 60 ملياراً، ويجب الإعلان عن الزيادة، وتقسيمها على المبانى والمعلمين والطلاب، لقد رفعوا شعار «مدرسة بكل قرية، تابلت لكل طالب ثانوى، مقعد لكل تلميذ»، وهذا الشعار لا يرقى إلى أن يكون مشروعا قوميا، نحن فى حاجة إلى هيكلة كاملة تأخذنا إلى المستقبل، أهم ركائزها وجود إرادة سياسية خلاقة تؤمن بالتفكير العلمى لانتشال مصر من قاع الغيبيات الذى أوصل بعض الطلاب إلى الاعتداء على أساتذتهم فى الجامعات وحرق أماكن التعلم، ضرورة وجود مرحلة رياض أطفال فى القرى لأنها لا تتوافر إلا فى المدن. ضرورة شعور تلميذ المدارس الإلزامية أن زملاءه فى المدارس الخاصة ليسوا أفضل منه، ضرورة إعلاء شأن المعلم فى المجتمع.
المشروع الجديد ذكرنى بما قاله تشيكوف لمكسيم جوركى» آه لو تعلم حاجتنا إلى مدرس جيد ذكى، لأن المدرس عندنا عامل يدوى، شخص قليل الثقافة، ينبغى ألا يسمح بإذلاله من الشرطى والتاجر الغنى ورجل الدين وشيخ البلد ومدير المنطقة، من الحماقة أن ندفع ملاليم لرجل مدعو لتعليم الشعب.. أتفهم: تربية الشعب؟!.