تسقط سيدة عجوز أمام عينيك، تتعرى، وبدلا من أن تسارع إلى سترها تجتهد فى التلصص على جسدها النحيل، لن تجد ما يسرك، ولن ترى ما يشفى روحك الخربة من دائها.
< تستوقفك="" «شحاذة="" صبية»="" سائلة="" إياك="" «لقمة»="" وبدلا="" من="" أن="" ترق="" لحالها="" بكلمة="" أو="" مساعدة="" تتفرسها="" بعينيك="" موحيا="" إليها="" أن="" «كل="" شىء="">
< يموت="" بجانبك="" رجل="" أربعينى="" «شيك»="" وبدلا="" من="" أن="" تبحث="" فى="" جيبه="" عن="" محل="" إقامته="" أو="" فى="" تليفونه="" عن="" اسم="" قريب="" له="" أو="" ابن..="" تستولى="" على="" ما="" بجيبه="" من="" نقود="" وتتلصص="" على="" ما="" بهاتفه="" من="">
فى الزحام ترى صبيا تائها، تقترب منه فتعرف أنه ترك يد أبيه فى الزحام فلم يمسكها مرة أخرى، وبدلا من أن تبحث عن والده، أو تسلمه لأقرب قسم شرطة تركله بقدميك الكبيرتين مرددا «لو قابلك الأعمى كل عشاه إنت مش أحن عليه من اللى عماه»
تلمح جنازة مهيبة تمر أمامك، تبهرك أناقة مودعى الفقيد، تمشى وراء الجنازة حتى باب القبر، ثم تنتظر حتى يفرغ المعزون من واجبهم وبدلا من أن تتعظ من الموت الذى يأتى «فجأة» تنهش القبر لتسرق الكفن.
تعمل طبيبا فى عيادة خاصة، فتأتى إليك فتاة تخلى عنها من كانت تظنه حبيبها بعد أن حمل بطنها ما قد يودى بحياتها، وبدلا من أن «تستر عليها» أو تدلها على ما ينجيها من أزمتها تخيرها ما بين الفضيحة والاستجابة إلى غرائزك، فتحولها من فتاة أخطأت فى لحظة ضعف إلى عاهرة متمرسة، تتنقل ما بين أذرع الرجال كما تتنقل الشمس من المشرق إلى المغرب.
تقنع الناس بأنك «بتاع ربنا» تستغل طيبتهم ورغبتهم فى التقرب إلى الله، ولما تعرف أنهم قد أكثروا فى الخطايا وأحاطت بهم الذنوب تقترح عليهم إنشاء مسجد تكفيرا عن خطاياهم، ثم تهرع إلى جمعية دينية لتمول لك المسجد، ولما تنهال عليك التبرعات تستحوذ على نصفها وتترك للمسجد النصف
تستنجد بك فتاة وقعت فريسة للتحرش الجنسى فى شوارع مصر وميادينها، تلمح فى عينيها مظاهر الضعف وبوادر الانهيار، تسارع لتنقذها مما وقعت فيه، وحينما تقترب من جسمها المثخن بالآلام يستيقظ الشيطان الكامن فى جوفك، فتشكر شيطانك الذى منحك فريسة سهلة وعافاك من عنت ترويضها.
توهم الناس بأنك رجل بر وإحسان، تخدعهم بنبرات صوتك المتوسلة، وتستعطفهم بسرد قصص لأطفال فقدوا الأب والمأوى، وحينما تنجح فى بناء ملجأ للأيتام، تسوق أحلام من أذلهم اليتم وكسرت أعينهم الحاجة، فتذهب بهم إلى «اعتصام رابعة» مرتدين أكفانا وحاملين صورة «مرسى» ويذهب بهم شبيهك إلى حفل لتأييد الفريق السيسى مرتدين «فساتين سواريه» حاملين صورة «الفريق أول».
صور تعقبها صور، وإن تشاهد وتسمع وتحزن، لتوقن بأن العفن صار مكونا أساسيا للكثيرين من أبناء الشعب المصرى، وتوقن بأن شخصيات كهذه هى الوقود الفعلى لتلك البقع القذرة فى حياتنا، وأن شخصيات كهذه هى الدعامة الأساسية للطغيان، فلا تجهد نفسك فى السؤال: ثورة دى ولا انقلاب؟ وتسأل: بشر دول ولا كلاب؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة