إقرار واقع:
كان البعض منا يرى «قطة» الإخوان جملا ضخما، ونفس هذا البعض يرى «قطة» سلطة ما بعد 30 يونيو فأرا أو بعوضة يجب عدم رؤيتها أو الاقتراب منها حتى لو «قرصتك» عشرات المرات.. بحجة أننا فريق واحد..
بعض الناس – قراء وإعلاميون وسياسيون - كان خطأ الإخوان يحدث من هنا، وهم فى اللحظة التالية جاهزون بالعدسات المكبرة لكى يبدو الخطأ الصغير ضخما، والخطأ الكبير أضخم، والخطأ الضخم منتهى الكارثة، كان فعل الإخوان الخاطئ يحدث من هنا، وتشتعل الفضائيات بالردح والتعقيب والتحليل نقدا وهجوما على المخطئين والمبررين والصامتين، والحق يقول إن افعال الإخوان منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن لم تكن مجرد أخطاء عادية بل كوارث تدمر الوطن، وتشوه صورة الدين الإسلامى، والحق نفسه يؤكد أن الصمت عليها يندرج تحت بند خيانة الوطن، ولكن نفس الحق الذى أقر بالأولى وبالثانية يقر بثالثة تقول بأن تغاضى نفس الأصوات التى كانت تصرخ لفضح أخطاء الإخوان وتعتبرها دمارا لمصر عن الأخطاء المتطابقة والشبيهة التى تقع فيها قوى وأحزاب وسلطة مابعد 30 يونيو خيانة للأمانة وللوطن، ولا يجوز تبرير الصمت عليها تحت شعار أننا نقف معا فى نفس الصف الثورى.
الحق يقول:
- الحق يقول لكم أن تغضبوا من أداء توفيق عكاشة وأحمد موسى والغيطى وتنتقدوهم وتصفهوم بإعلام العار مثلما كنتم تفعلون مع عاطف عبدالرشيد وخالد عبدالله وخميس، والحق يطلب منكم أن تقسوا بالنقد وتشتدوا فى الهجوم على قيادات الأحزاب المدنية والذين يصدرون أنفسهم للحديث باسم الجيش مثلما كنتم تغضبون وتهاجمون قيادات الإخوان الذين يصدرون أنفسهم للحديث باسم الرئاسة.
- الحق يقول لكم أن تغضبوا وتلعنوا كل من يطلق تصريحا أو وصفا يحول الفريق السيسى إلى إله منقذ، مثلما كنتم تغضبون من تصريحات صبحى صالح وعزة الجرف التى كانت تجعل من مرسى إلها.
- الحق يقول لكم أن تسبوا وتلعنوا كل من يستغل الأطفال اليتامى سياسيا مثلما لعنتم قيادات الإخوان الذين حملوا الأطفال أكفانهم فى مظاهرات رابعة.
- الحق يقول لكم أن تسخروا من الشيوخ الذين يؤكدون أن الدستور الجديد مؤيد من الله، مثلما كنتم تسخرون من شيوخ الإخوان وهم يقولون نفس الشىء عن الدستور القديم.
- الحق يقول لكم أن تطلقوا الإفيهات وتصنعوا النكت عن الوزراء الذين يتحدثون عن الإنجازات ويعلنون تأييد مرشحين بعينهم فى انتخابات الرئاسة مثلما كنتم تفعلون مع هرتلة يحيى حامد وسعد الحسينى ووزراء حكومة قنديل.
- الحق يقول لكم أن تغضبوا وتلعنوا السلطة الحالية لأنها سمحت لبواقى عصر مبارك ورموز عهده الفاسد بالظهور مرة أخرى، مثلما لعنتم الإخوان حينما سمحوا لبعضهم بالظهور داخل مجلس الشورى وحكومة قنديل.
- الحق يقول لكم.. مصر أهم من الأفراد، مصر لا تتوسل الإنقاذ من أحد، مصر أكبر من أن يؤسس لمستقبلها بالموالسة والنفاق، مصر أعظم من أن يقودها بشر يرون فى حرام الآخرين حلالا لهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة