ناجح إبراهيم

لبيك يا سيدى يا رسول الله

الخميس، 16 يناير 2014 06:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب اليوم عن حبى الأول والأخير.. إنه قيثارة روحى.. إنه مصدر إلهامى.. إنه سلواى فى الحياة.. ألا وهو رسول الله «صلى الله عليه وسلم».. إنه الحب الأكبر الذى زرعه ربى ثم والدى رحمه الله فى قلبى.. فقد كان والدى صوفى النزعة عن علم ودون شطط أو تطرف.. وكان يصلى على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كل ليلة مئات أو آلاف المرات.. وكان يردد أسماء الله الحسنى باستمرار ويعيش فيها بقلبه ومشاعره.. وكان يمكث كل ليلة فى المسجد من المغرب إلى العشاء يحضر دروس العلم أو يتلو القرآن أو يذكر الله.
لقد كان أبى متيمًا بالنبى الكريم، صلى الله عليه وسلم، ثم انتقل هذا الأمر إلىّ.. فقد ملك على َّ حب النبى، صلى الله عليه وسلم، منذ صغرى شغاف قلبى.. واليوم نجدد عهدنا مع رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» فنقول:
1 - نعاهدك يا سيدى يا رسول الله أن نعطى كل ذى حق حقه.. فلديننا حق علينا.. ولوطننا حق علينا.. ولوالدينا حق علينا ولأزواجنا وأولادنا ورحمنا حق علينا.. وكذلك جيراننا ومواطنينا من المسلمين وغير المسلمين.
2 - ونعاهدك أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله.. دون إفراط أو تفريط.. أو غلو أو تقصير.. أو زيادة أو نقصان.
3 - ونعاهدك أن نعترف بأخطائنا.. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار.. وألا نغضب ممن يسدى لنا نصحا أو توجيها أو نقدا بناء.. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا.
4 - نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا.. ومع من يظلمنا.. ومع المسلمين وغير المسلمين.. ومع الصالحين والفاسقين.
فبالعدل قامت السماوات والأرض.. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل.. «فإن الله يقيم الدولة والجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة.. ويزيل الدولة والجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة» كما قال أحمد بن حنبل.. فبالعدل أتيت يا رسول الله.. وبه حكمت وأمرت.. وبه سدت على العالمين.
5 - نعاهدك يا سيدى يا رسول الله أن نحاول قدر جهدنا أن نتبع هديك ما استطعنا إليه سبيلا.. وأن نعمل قدر طاقتنا فى أن «نعفو عمن ظلمنا.. ونعطى من حرمنا.. ونصل من قطعنا».. فلا نظلم من ظلمنا.. ولا نحرم من حرمنا.. ولا نقطع من قطعنا.. لنعيش بالإحسان مع خلق الله.. وهى درجة أكبر وأعلى وأعظم من العدل.. وهى درجة الصديقين والأولياء والأصفياء الذين لا يدورون حول ذواتهم.. ولا يدندنون حول جاههم.. ولكنهم يدورون مع أمر الله حيث دار.
6 - يا سيدى يا رسول الله من أحب أصحابك فقد أحبك.. ومن رغب عنهم فقد رغب عنك.. ومن سبهم فقد طعن فيك وفى رسالتك بطريقة غير مباشرة.
ونحن يا سيدى نحبك ونحب أصحابك جميعا، فهم منك وأنت منهم.. يا سيدى سنحب من أحببت ولن نطعن فى أحد أصحابك لرأى رآه أو قول قاله أو تصرف فعله.. فيكفيهم صحبتك وجهادهم معك.. وسنعيش دوما يا سيدى نعرف قدرنا المتواضع جدا.. وقدر أصحابك العظيم.. سندرك أن واحدا منهم مثل عمرو بن العاص كان سببا فى إسلام المصريين جميعا وهداية مئات الملايين من مسلمى شمال أفريقيا.. إنهم يا سيدى شامة فى كل العصور.. رغم أنف الشائمين.. أما هنات بعضهم فلا تعكر صفو نهر حسناتهم الجارى والمتدفق بالخير.
سنعيش يا سيدى مع قولك العظيم «اللهَ.. اللهَ فى أصحابى فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهبا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه».. «والمدَّ: هو ملء الكف من الطعام».. و«النصيف» هو نصفه»
7 - يا سيدى.. يا رسول الله.. لقد علمت الدعاة على مر العصور والدهور كيف يجمعون بين الصدع والرحمة بالخلق.. وبين تعظيم الحق- سبحانه- والتلطف مع الخلق.. وبين الصدع بالحق وعفة اللسان.. فقد صدعت بالحق كاملا دون أن تنطق بكلمة فحش واحدة أو تسىء إلى أى إنسان.. فلم تقل لإنسان أنت كافر.. أو أنت فاسق أو مبتدع.. حتى عندما سئلت عن زعيم المنافقين عبدالله بن أبى بن سلول وعرض عليك ابنه قتله قلت له: «بل نحسن صحبته ما عاش بيننا».. تكريما لابنه.. وحينما طلب منك بردتك ليدفنه فيها وافقت فورا لحيائك وأدبك.
8 - نعاهدك، يا سيدى يا رسول الله، أن نكون «دعاة لا قساة».. وأن نرحم الناس حتى وإن لم يرحمونا.. ونشفق عليهم وإن لم يشفقوا علينا.. فلا طريق للدعوة والهداية إلا بالرحمة.. وقد قيل لك يا سيدى من فوق سبع سموات وأنت من أنت «وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ».
فقد ملكت يا سيدى يا رسول الله رياسة الدنيا، حيث كنت رئيسا للدولة.. وملكت رياسة الدين لأنك خاتم المرسلين.. ورغم ذلك حذرك القرآن يا سيدى العظيم من القسوة على أصحابك وأتباعك والناس أجمعين حتى لا ينفضوا من حولك.. نحن يا سيدى يا رسول الله.. نحن أولى منك بهذه الآية العظيمة.. وأولى منك بهذا التوجيه الكريم.. فنحن لا نملك رياسة الدين ولا الدنيا.. فنحن فى ذيل الدنيا ونحن فى غاية التقصير فى الدين
نحن يا سيدى لا نملك شيئا.. نحن قصرنا فى تبليغ رسالتك.. نحن أهملنا فى إيصالها للناس.
9 - يا سيدى يا رسول الله سنعيش بقلوبنا وجوارحنا وأرواحنا مع أمر ربك «فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً».. إنه الصبر بلا شكوى ولا تسخط ولا ضجر.. إنه الصبر المصحوب بالرضا عن الله وعن قدر الله مهما كانت مشقته وعنته.
10 - وسنعيش أيضا بقلوبنا وجوارحنا مع أمر ربك «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ».. إنه الصفح بلا عتاب أو تعيير للمخطئ أو توبيخ له.
ما أجمل هذا الصفح!.. لقد فعلته يا سيدى مرارا «وكلنا يذكرك وأنت تهتف فيمن عذبك وآذاك وأخرجك من وطنك مع أصحابك» «اذهبوا فأنتم الطلقاء».. فقلبك يا سيدى لا يعرف الأحقاد.. وقد سبقك بها يوسف الكريم بن الكريم حينما قال لأشقائه «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».. أى لا عتاب ولا توبيخ ولا تذكير بما مضى.
11 - يا سيدى يا رسول الله.. لن ينال عهدك ووعدك وسيرتك ومسيرتك وهديك ورسالتك إلا من اقتدى بك واقتفى أثرك.. فليست هناك وراثة أو مجاملة أو واسطة فى هذا الدين العظيم.
لقد قلت للجميع محذرًا: «إياكم أن يأتينى الناس بأعمالهم وتأتونى بأحسابكم وأنسابكم».. وقلت لهم: «فمن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه».. فلا أنساب ولا جاه ولا مناصب ولا نياشين ولا رتب يوم القيامة لمن لم يعمل صالحا.
12- لقد علمتنا يا سيدى أن «الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما».. وقد قبضت روحك الشريفة ودرعك مرهونة عند يهودى فى صاع من تمر أو شعير.. لتعلم البشرية كلها الزهد فى الدنيا وإيثار الآخرة.. إنك لم تورث دينارا ولا درهما.. ولكن ورثت دعوة شريفة تبلغ فى الآفاق وخلقا كريما ينبغى الاقتداء به وحياء العذارى فى خدرهن.. ورحمة للعالمين لم تجد من يحملها ورسالة عظيمة أهملها أتباعك.. فسامحنا يا سيدى وتجاوز عنا ولا تحرمنا من شفاعتك يوم القيامة لتقصيرنا، ولا تقل لأمثالنا من المقصرين «سحقًا سحقًا».. ولكن خذ بأيدينا إلى الجنان لنسعد بصحبتك وبرؤية وجه الله العظيم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة