سهير جودة

العشوائية.. ست بلادى

الجمعة، 17 يناير 2014 11:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنوات طويلة مضت ومصر بلا خطة وبلا تخطيط، مصر عاشت بالقدرة وبقوة الدفع الذاتى وتأخرت كثيرا كثيرا. مصر عاشت على التجريف والناتج القومى والانجاز الملموس مع كل الآسف، كان العشوائية.

العشوائية ليست أماكن جغرافية ولدت ونمت وكبرت ونضجت فى قلب وأطراف المدن وصدرت الأوجاع والأمراض ولكنها أصبحت منهجا فى التفكير والتخطيط والتنفيذ. لقد لعب الإعلام الدور الأكبر فى تجريف الوعى فأصبح البشر فى بر مصر مادة خام لكل رسائل الإعلام غير الحقيقية وكان أغلبها تؤدى للتطرف أو الاكتئاب أو للفساد أو الفهلوة.

لم تصل الدولة بإعلامها وتعليمها إلى فكرة.. إلى العلم.. إلى العمل فهل كان مقصودا أن نصبح شعبا عشوائيا مريضا بالجهل وأن مسه العلم فهو مس غير مقصود.

عندما أصبح للإعلام الحكومى أو الرسمى شريك ومنافس هو الإعلام الخاص كان هذا المنافس الخاص أكثر ثراء وأكثر جرأة منفتح على بعض الإعلام الغربى ولكنه أيضا بلا رؤية ويفتقد المهنية ويبحث عن الجماهيرية فى غياب الدقة والموضوعية.

الإعلام المصرى خاص وعام يتخبط أحيانا كثيرة ويساهم فى ترويج الإشاعات والاستغراق فيما لا فائدة منه سوى التراجع واستهلاك طاقة الناس فيما يضر ويؤخر. النجاح فى الإعلام اجتهادى حيث لا توجد استراتيجية وفى الاجتهاد يخطئ البعض ويصيب آخرون وعندما يخطئ فى الإعلام فالخطأ بكارثة.. غلطة الإعلامى بألف.

الإعلام المصرى كان بقعة ضوء فى اعتدال الميزان لمواجهة الإعلام الغربى الذى انحاز لتنظيم الإخوان ونجح الإعلام إلى حد ما أن يكون سلاحا فعالا فى هذه الحرب ولكنه نجاح داخلى بلا تأثير خارجى ونحن نخاطب أنفسنا أغلب الأحيان.

حرب الصورة هى الأخطر من السلاح ولا تكنيكات ولا محترفين ومصر فى خطر شديد بسبب هذه الحرب الإعلامية فقد قرر الغرب تغيير نمط الحروب السائدة فى الإعلام وإذا أراد الإعلام المصرى التأثير الخارجى فلابد أن يمتلك من الاحتراف والتكنيك ما يجعله على مستوى المواجهة وهذا أيضا لا يكفى فلابد من قيادة المجتمع فى اتجاه التنوير وبناء عقلية صحيحة وعدم الغرق فى رد الفعل.

إذا كنا نواجه حربا غير نمطية فاننا نحتاج خططا وعقولا غير نمطية وأعلام غير نمطى وأعلام لا يعتقد أن مهمته تقف عند حدود الرد على أكاذيب الخارج والداخل ويستريح ضميره. الإعلام لابد أن يتعالى على "الشوهات" الإعلامية.. شو لمجرد الشو وينتبه لضرورات المرحلة ويفسد فكرة الصوت العالى وحوار الأحذية والشرشحة فى لغة من يتصدرون المشهد ويقترب من المهنية ويجعل الدقة ومصلحة مصر فوق الجميع.. الإعلام لابد أن يبدأ البناء ليصلح المجتمع مع سبق الإصرار والترصد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة