حرائر مصر هن اللائى نزلن فى الاستفتاء على الدستور يومى 14 و15 يناير الماضيين، وتحدين الإرهاب بكل أشكاله، لم يخفن قنابل بجوار محكمة، أو ماء نار من فوق الأسطح، أو زجاجات مولوتوف، أو ما يسمى بالعجائن المسمارية، وهى عبارة عن قطعة عجين صلبة فيها رؤوس مسامير تلقى على مسافة فوق رؤوس الهدف، والهدف هنا هو كل مصرى ومواطن شريف نزل ليشارك فى عرس الاستفتاء. وكل هذه الأسلحة الفتاكة من إبداع ما أسموهم ميليشيات الجماعة الإرهابية بـ«الحرائر»، ومن عجب أن هذا اللفظ جمع «حرة»، والحرة حسب القرآن الكريم هى التى «تقر» فى بيتها، والآية تقول «وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى»، قال ابن كثير فى تفسيره إن الآية أمر من الله تعالى لنساء النبى وغيرهن من حرائر نساء المسلمين بألا يخرجن مثل الإماء والجوارى متسكعات أو متبرجات بما لا يليق بمكانتهن الجديدة بعد دخول الإسلام.
فهل فعلت «حرائر» طالبات وفتيات الإخوان ذلك؟ كلا وألف كلا.. إنهن فعلن ما يؤذى النظر، ويخرج عن الاحتمال، وقدرة البشر، ويتنافى مع كل قيم الإسلام، بل فعلن ما يحرمه الله فى قرآنه والرسول فى سيرته وأحاديثه، ويكفى أن ترى على «اليوتيوب» فيديو لطالبات إخوان الأزهر يعترفن بأنهن قمن بتعرية العميدة وضربها وعضها، بل والإمساك بالعميد من أماكن حساسة فى جسده، ويكفى أن تقرأ ما كتبته «الحرائر» على جدران عمارة عميدة كلية الدراسات الإسلامية د. مهجة غالب، وما تلفظن به من شتائم وسخائم أمام منزل الشيخ ياسر برهامى، وكان الرجل يعتصر ألمًا وهو يصف ما فعلنه، وأضف ما ارتكبته فتيات «7 الصبح» فى الإسكندرية من بلطجة وعنف وتخريب، وكل ذلك تحت عنوان «الحرائر».. تُرى هل هذه سلوكيات «الحرة» أم سلوكيات «الشرائر» كما يُطلق عليهن الآن؟.. إذن، من التى تستحق وصف «الحرة»؟.. فى رأيى أنها المرأة المصرية غير الإخوانية، تلك التى نزلت للاستفتاء، وداخلها طاقة حماس جبارة ومثابرة و«طولة بال»، وإصرار على المشاركة، بل الاحتفاء والاحتفال بالاستفتاء كأنه عيد أو مهرجان.. المسألة هنا لدى المرأة المصرية لم تكن مجرد الموافقة بـ«نعم» على وثيقة الدستور، بل هى رسالة لجماعة الإخوان الإرهابية أن جموع نساء مصر ترفضكم، رسالة للعالم كله أن مصر المتحضرة الوسطية، باعثة منابر التنوير للعالم، لن تقبل أبدًا أن تحكمها جماعة إرهابية، أو يخطف السلطة فيها تيار دينى يتاجر باسم الإسلام، ويحكم البشر باسم السماء. المصريات وعلى حد تعبير السفيرة مرفت التلاوى خرجن ليرددن الصاع صاعين لجماعة الإخوان، وكأن هناك «تار بايت» بين حكم مرسى ونساء مصر.. المرأة المصرية شعرت بأن حكم الإخوان احتقرها، وقزم دورها، ولم ينظر لها إلا كوعاء جنسى وجسد وبطن للإنجاب وسرير للمتعة.
دستور الإخوان رفض عبارة المساواة بين الرجل والمرأة بدعوى حجج واهية، لو فكروا فى سيرة السيدات خديجة أو زينب أو نفسية لما ذكروها.. وأين ومتى فكروا أو أبدعوا أو أضافوا لباب الاجتهاد فى الإسلام أو تجديد الخطاب الدينى؟!.. تاريخ الإخوان سلسلة من النقل الغبى من فكر البنا التمييزى الطائفى، ثم سيد قطب الإرهابى الدموى البربرى القادم من كهوف الجهل، وغياهب الظلمة والتخلف، والذى يريد تكفين الإنسان والمرأة قبل الرجل. والبنا له عبارة أن الرجل لابد أن يقيد امرأته المسؤول عن ولايتها بسلاسل من حديد حتى تخضع، وإذا الرجل لم يفهم ويعى يُسلسل هو بالسلاسل، ويتجرع دواء الإصلاح من قادة الإخوان رغمًا عنه حتى يتم إصلاح الأمة، حسب فكر البنا وجماعته الماسونية.. لكل ذلك صنعت نساء مصر الملحمة التى أبهرتنا، وعندما نعرف أن 5 ملايين امرأة مصرية تنفق على 30 مليون إنسان ننحنى احترمًا لهذه المرأة التى أسموها المرأة المعيلة، وهى قصة أخرى من قصص الست المصرية.. عظيمة يا مصر بنسائك.. من الأزل للأبد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة